المرجع الخالصي: يوم الغدير هو الثبات على موقف علي (ع) في الدفاع عن الإسلام

أكد المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 19 ذي الحجة الحرام 1444هـ الموافق لـ 7 تموز 2023م، على اننا نؤمن بأن سيرة رسول الله (ص) هي من السّنة، فهي لازمة لنا وثابتة في امر تمسُكِنا بها والسير على منهاجها، فيوم 18 من شهر ذي الحجة الحرام الذي أعقب حجة الوداع للنبي محمد (ص) هو يوم مبارك وعظيم، يوم الغدير هو يوم البيعة، ويوم الولاية لأمير المؤمنين (ع)، فولاية علي (ع) هو ثبات على موقفه في الدفاع عن الإسلام.
وأضاف: ما نعيشه اليوم من وعي إيماني صادق بين أبناء الامة يمثل مرحلة عودة الامة إلى رسالتها وعودة البشرية إلى الهداية، مع كل مخططات الانحراف والضلال والفساد والفسق والفجور، ولكن الناس سيصدمون بهذه المخططات ليبحثوا عن طريق خلاص وسبيل نجاة.
وتابع قائلاً: ومن مشاهد هذه العودة المباشرة، هي ان المسلمين اليوم ليسوا مختلفين لا في يوم الغدير ولا في شخصية أمير المؤمنين (ع)؛ فكل ما فعله النبي (ص) انما فعله لحكمة التبليغ والدعوة في سبيل انقاذ الناس والحفاظ على الدين من التشظي والضياع، ولم يقم بأمر شخصي او محبة ذاتية او هوى في النفس، ولكي تكون الامة في حصانة وسلامة ولا تضل ولا تنحرف، ولا تتيه كما نحن نعاني اليوم من التيه الأكبر تقريباً في هذا الزمان. 
وبيّن ان النبي (ص) عندما نصّب علياً (ع) اميراً للمؤمنين أراد ان تستقيم الامة على امر الإسلام، فمن يدعي التشيع او التسنن او التصوف ومن يدّعي السلفية وغيرها يجب ان يستقيم على امر الإسلام، وان تقوم حركته ومسيرته بالثبات على امر الإسلام المنطلق من خلال سيرة ومسيرة امير المؤمنين (ع) والائمة (ع) من آل بيت رسول الله (ص).
وتساءل سماحته: ما هو الموقف الذي يجب ان يقفه المسلم في مواجهة تيارات الكفر والالحاد وتيارات الفساد والتحلل وتيارات السيطرة الاستعمارية على بلاد المسلمين؟
وأجاب قائلاً: يكون ذلك من خلال العمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص) وسيرة أئمة أهل البيت (ع) والصالحين من أصحابه، ووحدة الامة تحت راية واحدة وهي راية الإسلام المحمدي الجامع بعيداً عن العناوين الممزقة والمفرقة لكيان الامة ووحدتها.
وقال: ان سلوك أمير المؤمنين (ع) بعد رحيل رسول الله (ص) يؤكد عظمة شخصية هذا الامام، عندما جرى الخلاف والاختلاف بين أصحاب رسول الله (ص) وما جرى في السقيفة تحرك هذا الرجل لكي يحافظ على الامة والدين ليضمن بذلك عدم إراقة الدماء والفتنة في واقع هذه الامة.
وأضاف: ان امة محمد (ص) لن تستقيم مسيرتها إلا من خلال كتاب الله تعالى وسنة نبيه (ص)؛ واتباع السنة يكون من خلال التمسك بالعترة الطاهرة وهذا هو جوهر الفقه السياسي في الدين الذي نستنبط منه عدم جواز تولي أئمة الجور او المحتلين او الخائنين.
وفي الشأن السياسي أشار سماحته إلى ان الكثير يقولون: ان العراق تقوده حكومة شيعية، كما نقل على لسان بعض الكتّاب بأن العراق البريطاني كان سنياً، والعراق الأمريكي صار شيعياً.
ونحن نقول: بريطانيا خدعت كبار السنة في عالمنا العربي عندما حاربوا الدولة العثمانية السنية، وعلماء الامة من الشيعة لم ينخدعوا بهذه الدعوات ووقفوا مع الدولة العثمانية، وحاربوا الاحتلال البريطاني، فلم يكن عراق الامس سنياً ولا عراق اليوم شيعياً، بل عراق محتل سابقاً وحاضراً.
وتساءل قائلاً: في واقعنا اليوم نقول للذي يدعي الولاء لعلي (ع): ما الذي قدمته للأمة من سيرة هذا الامام المجاهد، وما الذي حققته من منهجه، وعظيم التزامه بشرع الله تعالى، واحقاق الحق وازهاق الباطل، هل حاربت الفساد، هل وقفت بوجه الظلم، هل سعيت إلى وحدة الامة تحت راية الإسلام؟.
وفيما يخص الأمور الجارية في جنين في فلسطين أكد على ان ما جرى في جنين يبشر ان الامة عادت إلى منطوق الجهاد ورفض الظلم والذل والمهانة، وخير شاهد على ذلك ما جرى في مخيم صغير قاوم وأذل الاحتلال الصهيوني ولم يخضع وهو يقدم الشهداء حتى انتصر.
وختم قائلا: حدثنا التاريخ عن بطولات للجيش العراقي والمجاهدين الفلسطينيين في معركة جنين وذلك النصر الكبير الذي تحقق على أيديهم؛ لأنهم رفعوا صوتهم بالتكبير وحسمت المعركة بالانتصار الحاسم، فالأمة التي لا تقاوم لا خير فيها، ومن لا يقاوم فهو خائن خائف وليست له ولاية لله ولا لرسوله ولا لائمة المسلمين.

🔺للمزيد تابعونا على تيليجرام: 
https://t.me/alkhalas

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق