القيادة الشبابية في النجف الاشرف تحتضن الجميع

نوار محمد


من اوليات كل مسؤول يترأس وحدة ادارية ان يكون شغله الشاغل توفير الخدمات والحفاظ على امن نطاق مسؤوليته وتطوير وتوسيع المدينة ومتابعة باقي القطاعات الخدمية الاخرى.

لكن ما تفردت به النجف الاشرف خلال فترة تسنم عدنان الزرفي كانت مختلفة جدا وربما تجربة لم نعهدها سابقا في مشغوليات رجل ادار شؤون مدينة لها عمق اسلامي وعقائدي مهم وهو رعايته واهتمامه الكبير بالتربية والتعليم ليس بالنمط الذي نعرفه في توفير ما تحتاجه العملية التربوية او التعليمية فقط بل رعايته الكبيرة لكل شرائح الطلبة ابتداءا من رياض الاطفال انتهاءا بالجامعات والمعاهد .

هذا الاهتمام الملفت للنظر بحظوره ورعايته الكريمة وزياراته المستمرة لكافة المؤسسات التربوية والتعليمية ابتداءا من رياض الاطفال وحتى المعاهد والجامعات لم يأتي عبطا او من فراغ رغم كل مشاغله اليومية بل هو فكر جديد يتلخص بانشاء جيل قادر على بناء وطنه ولاينظر للمسؤول كـ حاكم مطلق بل موظف عليه وواجبات ومسؤوليات وردم هذه الفجوة بين الطلبة والمسؤول الاعلى بالوحدة الادارية لاعطاء جرعة من الثقة بأن الطالب باستطاعته ابداء تطلعاته ورؤيته وطموحه في رسم مستقبل هذا البلد .

فكان حضور الزرفي ليس تشريفيا او فخريا بل هو مشاركا ومستمعا جيد لملاحظات الطلبة في كل المستويات وفتح قنوات التواصل معهم لمعرفة ما يدور في عقولهم واذهانهم عن مستقبل البلد وتوعيتهم باهميتهم الكبيرة غدا  في اعمار اقدم واهم بلد في المنطقة واحاطتهم بكل ما يدور في الاروقة السياسية ليكونوا نواة في التخطيط والعمل المستقبلي وتحصينهم من الافكار المنحرفة والدوامات المضيعة للشباب في ظل ثورة التكنلوجيا والاتصالات.

وعندما كنت مدعو لتغطية احدى حفلات التخرج لاحد معاهد النجف اجريت حوارية صغيرة مع احد الطلبة حول زيارة المحافظ عدنان الزرفي وحضوره المستمر للمعهد ولحفلة التخرج فقال : اننا نعهد بحضور المسؤول في كل المناسبات كان تشريفيا لا اكثر ولا يتعدى اختلاطه سوى بالهيئة التعليمية والادارية لكن هذا النمط من الزيارات لمحافظ النجف الاشرف السابق عدنان الزرفي لم يكن تقليديا بل بعث رسائل عديدة الى المجتمع بضرورة الاستماع لهذه الشريحة الواعدة من المجتمع كذلك بث في انفسنا روح الاصرار والعزيمة على ان نكون شركاء مستقبليين وحاليين في توجيه ونقد المنظومة السياسية الحاكمة في البلد وان نبحث جميعا عن الاخطاء لنصححها .

هذه الروح لم اعهدها سابقا في الاجيال السابقة والتي بعث فيها الزرفي الطاقة الكبيرة بنزوله واختلاطه ورعايته وتكريمه المستمر لهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق