المرجع الخالصي: من يصر على تمرير المخططات الفاشلة للعدو الحاقد فإنما يثبت خضوعه له وخيانته لامته

دعا المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 3 صفر الخير 1443هـ الموافق لـ 10 أيلول 2021م إلى ضرورة اتحاد الامة لإقامة تعاليم الدين الصحيح وعدم التفرق فيه، من خلال الرجوع إلى أصل الإسلام وترك التفرقة المذهبية؛ لأنها من أساليب المتعصبين والجهلة الذين يزيدون فتن ومشكلات العالم الإسلامي، وأكد على التركيز على بناء وحدة الأمة ككيان واحد متماسك ضد الهجمات العدوانية للإسلام.
وقال: إن منطلقنا في المسيرة السياسية هو أن نجتمع على قول الحق، فما جرى في العراق بعد 2003م كان استكمالاً للمؤامرة التي جرت عليه قبل هذا التاريخ، ففي مرحلة ما قبل 2003م تم تسليط مجموعة من الجهلة والحاقدين والمعقدين نفسياً، فأحرقوا البلاد والعباد بالطغيان والفساد والحروب والمعارك التي لا أول لها ولا آخر؛ وحين وصل الناس إلى لحظة الانفجار وأرادوا الخلاص من هذا الطغيان والظلم، صنعوا مخططاً آخراً تحت عنوان التحرير من الظلم، وقد مُررت هذه الاكذوبة على البعض، والبعض الآخر رفض ذلك؛ لأن الذي يصنع لك المحنة والكارثة لا يستطيع أن يصنع لك الخلاص والنجاة، ولأنه يريد أن يخادع الناس ويلتف على مطالبهم.
وتابع قائلاً: فلا ينبغي ان تبقى هذه المهزلة او تستمر، وأمر التغيير يتعلق بكم أيها العراقيون، فتحركوا وسنكون معكم وسندعمكم، ومن أراد التغيير عليه الانطلاق من الذاتيات الخاصة إلى الأمور العامة، فلا ينبغي ان يفكر بنفسه وإنما يفكر بشعبه وامته، ولا يفكر بأفكاره الخاصة بل يفكر برسالة الامة، ولا يفكر بمصالحه الذاتية وإنما يفكر في مصالح الامة. 
وأضاف: ان الشعب العراقي اليوم بات يعلم زيف الادعاءات السابقة التي وعدت بجلب نظام يصنع الرفاهية والديمقراطية، فالواقع اليوم أثبت كذب هذه الادعاءات، وقد وصل الناس إلى مرحلة وعي الحقيقة وانكشاف زيف المخادعين لهم.
وقال: ان من يصر على تمرير المخططات الفاشلة للعدو الحاقد فإنما يثبت خضوعه له وخيانته لأمته، مذكراً بالموقف من الانتخابات السابقة حيث قال: إذا كنا نقول في انتخابات 2018م: ان من يشارك في الانتخابات إما جاهل او أحمق!، فاليوم نقول: من يشارك في الانتخابات القادمة يثبت خيانته الشرعية للإسلام والدين ولهذا البلد ولأبناء البلد، ويثبت انه لا عقل له خاصة وانه عاش التجارب الطويلة الماضية.
وأكد سماحته قائلاً: إن اختلفت الانتخابات القادمة ولو بشيء يسير عن الانتخابات السابقة فإننا مستعدون لأن نسحب كل كلامنا السابق، ولكننا نعلم علم اليقين عدم وجود أي اختلاف بل لربما تكون أسوأ من سابقاتها.
واستنكر سماحته وبشدة دعوات بعض التيارات الإسلامية التي تطالب بدولة مدنية علمانية لا دينية، والتي كان من المفترض أن تكون مطالبهم منسجمة ودعواهم فيما سبق بإنشاء إمارة او دولة او جمهورية يكون الإسلام نظامها، والغريب انهم ينسبون هذا الأمر إلى المؤسسة الدينية، والأغرب منه أن المؤسسة الدينية لم تعقب على هذا الامر!؛ فالمسلم الحقيقي لا يمكن أن يطالب بدولة غير إسلامية، ولكن ليست الدولة المارقة التي تقتل الناس وتشوه صورة الإسلام، فالدولة الإسلامية هي دولة الرحمة، ودولة الإحسان، وهي دولة الأمن والأمان التي حرص الإسلام الحقيقي على قيامها التي تدعو لخير البشرية عامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق