دعوة للحوار الجاد ... موسوعة غينيس و الانتخابات العراقية

بقلم : الدكتور محمد اكرم آل جعفر 
تحت طائلة تجاذبات الرفض والقبول للمشاركة في الانتخابات القادمة للبرلمان العراقي العاصفة  بالواقع العراقي من كل حدب وصوب اسوة بالمصائب الاخرى ، حيث  يقول بسمارك " يكثر الكذب عادة قبل الانتخابات و خلال الحرب " مع قرب انطلاق الحملات الترويجية  لمرشحي انتخابات عضوية  البرلمان العراقي ، وهي اجراء دستوري لاختيار افراد لتمثيل شريحة مجتمعية بالإنابة عنهم وفقاً لمفاهيم وضوابط قانونية متعارف عليها دوليا ً . فاغلب من ترشحوا عراقيا  لخوض الانتخابات هم خارج الزمن في فهم آلية الترشيح والترويج والاهداف ومفاهيم الحملات الانتخابية وضوابطها الاخلاقية ، فالبرنامج الانتخابي يعكس مفهوم المرشح وموقفه من الواقع المعاش وقدرته على التميز بين المرشحين لضمان التفوق والمنافسة الصادقة في استراتيجيات برنامجه الانتخابي .والاساليب الاقناعية في جذب الناخب  لغايات تخدمه والمجتمع وفقا لأنواع الحملات واساليبها ، فقد برع المرشحين هنا في ابتداع اساليب حديثة مؤهلة للدخول الى موسوعة غينيس لعالم العجائب والغرائب . فتقع مفاهيم الانتخاب تحت ثقافات ومضامين عرقية وايدلوجية ودينية وطائفية و مناطقية وعشائرية دون الولوج الى مضامين البرنامج الانتخابي وهدف الترشيح  ، فتبدىء الحملات الساذجة بالولائم واهداء البطانيات وبطاقات الهاتف الجوال وتوزيع اللحوم ونحر الذبائح والاضاحي والمواد الغذائية والدجاج المشوي موسومة بصورة المرشح  بابتسامته الصفراء انتصاراً لنفسه المريضة على الفقراء والبسطاء بجريمة الاقتصاص من حاجتهم للمادة ، ومن ثم الترويج والاشهار بهم كوقود محترق للبرامج الانتخابية السوداوية ، بل وصل الامر الى وعود كاذبة عبر خيال خصب في تحقيق معطيات ومنح ضمانات للجمهور بتنفيذها تفوق قدرات الدولة دون أي رادع اخلاقي وتربوي عبر وسائل ملتوية وكاذبة . تمنح المرشح البعد النفسي الثالث بالوهم والعيش بمدار كذبته الكبرى  بانه القائد الاوحد المنقذ بالتزامن مع اهازيج المهاويل تحت عنوان " يكضيهه المرشح للكلفة  " بدنانير جميلة له تنعش المهوال وتهيئه للقادم من المرشحين وعلى انغام وصوت  زيد الحبيب " شيخ وبن شيوخ خياي بي طبع النهر صافي و ما غدر " في مفارقة عجيبة بان اول من يغدر هو الفائز بالانتخابات . الم يحن الوقت للمواطن العراقي ان يعي اهمية الانتخاب وفقا للاختيار الصحيح ووضع تساؤل من انتخب ولماذا ؟؟ 
في اشارة الى هدف سامي في حب الوطن والمواطنة الصالحة لاختيار الاصلح للتمثيل البرلماني بعيدا عن كل الانتماءات والغايات الضيقة في الاطلاع على المضمون والبرنامج الانتخابي ومدى ملائمته مع معطيات الحاجة للمجتمع ، فضلا عن البحث في شخصية المرشح بتاريخه وحاضره عبر الجانب الشخصي في سيرته الاجتماعية والثقافية والعلمية والمهنية عبر خبراته الملموسة وما قدم للمجتمع من خدمات ومساهمات حقيقية بسمات صادقة تتحرر من  زيف وتضليل واحتراف في صناعة وجوه كاذبة وقبيحة يختفون تحت أقنعة خلفها أفعال ونوايا ظلامية الهدف بالشكل والمضمون . الم يحن الوقت  للتحرر من رؤية الانقياد للفكر الجمعي والعاطفة الخداعة بانتخاب العرق والدين والطائفة والعشيرة بحدود ضيقة التفكير والوصول لنتائج سلبية بسوء الاختيار ليقع  الناخب تحت مصير مجهول يندم عليه ويضيع صوته وكيانه في مهب الريح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق