متابعة _الاعلامية بثينه الناهي السوداني
قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة بتاريخ 24 شهر رمضان المبارك 1442هـ الموافق لـ 7 أيار 2021م: نحن في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ وهي ان شاء الله عشرة العتق من النار، وفيها الرحمة والمغفرة التي شملها هذا الشهر العظيم، وعلى المؤمنين جميعاً ان يتداركوا ما فات من كل الاعمال التي جرت وان يحاولوا اكمال ما بدأوه وان يستعينوا بالله على ذلك.
وأضاف سماحته قائلا: ان شهر رمضان هو شهر الامة كما هو شهر الله تعالى؛ فإمة محمد (ص) في مشارق الأرض ومغاربها تعيش هذه الأجواء والنفحات المباركة التي ينبغي ان تبقى مستمرة معنا إلى نهاية الشهر وإلى العيد وما بعد العيد ان شاء الله، مشدداً سماحته على ضرورة استشعار الامة بأهداف وأحكام الصيام والشهر الفضيل من خلال التحرك بشكل منظم وبشكل موحد، فالأمة لا تُهزم وهي امة واحدة، وكيف بها اذا كانت تحت قيادة صالحة ومخلصة؟!.
وقال: علينا ان نستشعر وجودنا كأمة واحدة لا تقسمها الفواصل ولا تحددها الدواخل ولا النوازل، وبالذات بالنسبة إلى التقسيم السياسي في الامة، وان كانت هي في اقطار مختلفة، إلّا ان هذا لا يمنع من ان تشعر بالارتباط الروحي والعمل المشترك لمصلحة شعوب هذه الامة.
وأشار سماحته إلى ذكريات الشهر الشريف واهمها ليالي القدر المباركة وشهادة أمير المؤمنين (ع) الذي فتح خيبر بأمر رسول الله (ص) وبراية الإسلام التي سلمها إليه النبي الخاتم (ص)، وما زالت هذه الراية مرفوعة، وهي التي يجب ان تتمسك بها الامة لكي تحقق بشارة النصر القادم في هذه الأيام وفي هذه الظروف؛ خصوصاً وان فلسطين تتعرض لهجوم منظم كباقي بلاد المسلمين.
وتابع سماحته قائلاً: ان ما يجري في منطقة الشيخ جراح في القدس من محاولة إخراج أهل المدينة؛ اهل هذه الأرض، هي حلقة أخرى من سلسلة جرائم التهجير والقتل والابادة والظلم، وفي الحقيقة هي جرائم ضد الإنسانية، وجرائم ضد القانون الدولي وفق كل المعايير، وللأسف ان المتخاذلين المطبعين مع العدو يبرروا له جرائمه ووجود النظام الدولي الفاسد والمنحاز، ولعدم تمكن القانون من أداء دوره نجد ان الصهاينة يحاولون ان يؤكدوا سيطرتهم او هيمنتهم على المنطقة وعلى فلسطين، ومخالفة كل ما هو موجود من أنظمة وقوانين في العالم.
واعتبر سماحته بأن الاسناد في هذه الأيام لازمٌ للمقدسيين ولأهل منطقة الشيخ جراح في القدس؛ لأن الهجمة التي تجري عليهم هجمة شرسة، واثبت المقدسيون والفلسطينيون انهم حتى لو كانوا معزولين او محاصرين او مجردين من السلاح، انهم قادرون على فعل شيء كما حصل في هبة المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية في شهر رمضان المبارك؛ فندعو الله ان يثبتهم وان يقوي شوكتهم وان يوفقنا لأداء الواجب معهم ولدعمهم.
وأكد سماحته (دام ظله) على ان واجبنا كأمة خصوصاً علماء ومراجع الدين ان يساندوا قضايا الحق؛ وخصوصاً قضايا الشعوب المضطهدة في كل مكان من العراق إلى فلسطين وإلى كل بقعة يضطهد فيها شعوب هذه الامة.
واوضح سماحته بأن حقيقة الصراع الوجودي والذي يتعلق بمصير هذه الامة هو صراع حضاري بأن نكون او لا نكون، وهي الحضارة الروحية الإسلامية التي تبناها العرب وبقية المسلمين مع بدء الرسالة إلى يوم الناس هذا، وهي حضارة إنسانية روحية شاملة، مؤكداً ان صراعنا اليوم هو صراع وجود الامة ومصيرها وليس صراع حدود فقط.
وأشار سماحته إلى ان إسراء رسول الله (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كانت إشارة الى وجود ترابط تأريخي وترابط نهائي في أفق المسيرة الإنسانية؛ وهو العلاقة بين المسجد الحرام ورسالة الإسلام مع المسجد الأقصى، مؤكداً ان نهاية هذه المسيرة ستكون بنصر الإسلام وفي المسجد الأقصى، فحين ذاك سيعود كل الناس إلى هذا الدين وهي اللحظة التي تجتمع فيها بقية الأنبياء مجسدة بعيسى (ع) حين يعاد إلى الأرض، فكيف بكم أذا نزل فيكم عيسى بن مريم وامامكم منكم وهو الامام الموعود من اهل بيت النبي (ص) من ولد فاطمة الذي سيحمل الراية لكي تجمع البشرية على عبادة الله الواحد القهار.
واعتبر سماحته ان مواجهة مشاريع التطبيع والخيانة والتحريف واجب على كل انسان عاقل، داعياً المطبعين بأن يفهموا أن ممارساتهم هذه في التطبيع لن تنتهي إلى نتيجة سوى العار الابدي والخزي الحقيقي الذي سيجابهون به، وسيحاسبون على ذلك في الدنيا وفي الآخرة والله على كل شيء قدير.
ودعا سماحته المسلمين كافة إلى تأكيد الوعي واستمرار اللقاءات فيما بينهم، وإلى مواجهة مشاكل المنطقة بروح واحدة، فلا ينبغي الانتظار او العيش في التيه لكي نصل إلى البديهيات الكبرى، على امل ان تنتهي هذه المرحلة الخطيرة التي عاشها الناس بسبب مخططات اجنبية اخترقها بعض العناصر الهزيلة والطامعة.
كما ودعا سماحته الى استمرار اللقاءات التي تجري في بغداد ودمشق وانقرة والرياض وطهران والقاهرة، مؤكداً انها لقاءات مهمة جداً يُبنى على أساسها ان شاء الله مشروع التقارب المحصن الذي لا يجوز اختراقه ولا يصح اهماله، مما قد يؤثر على مصالح امتنا ووجودنا في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق