حاربوا الفساد و المفسدين ينتعش الاقتصاد !!!

بقلم _الدكتور ناظم الربيعي 
احتجاجات وتظاهرات لليوم الرابع على التوالي في كل محافظات  العراق رفضا لقرار تخفيض سعر الدينار العراقي يقابل ذلك  صمت الحكومة وتخبطها في قرارتها  من خلال رفع  سعر الدولار المباع من قبل البنك المركزي  الذي حدد سعر كل 100دولار ب1450دينار 
مما انعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين وادى  الى ارتفاع الاسعار بشكل  غير مسبوق اضافة الى زيادة  اموال الفاسدين نتيجة فرق السعر على حساب الفقراء وتخفيض رواتب الموظفين الصغار والمتقاعدين  نتيجة خفض قيمة الدينار العراقي وبالتالي تجويع وافقار  الشعب العراقي برمته باستثناء بعض السياسين وزعماء الكتل والاحزاب من الفاسدين  الذين اعاثوا في الارض فسادا ولغرض انعاش الاقتصاد العراقي الذي يتميز بتنوع   مصادر دخله  
 لابد من اتخاذ قرار شجاع وجريئ وبسرعة لمحاربة  الفساد والقضاء على الفاسدين   والبدء بحملة كبرى تطيح أولا  برؤس الفساد  
 والحيتان الكبيرة  وعدم الاكتفاء بالحيتان الصغار ولنا في تجارب الدول العالمية خير مثال على ذلك 
ففي ثمانينيات  القرن الماضي مرت البرازيل بأزمة  اقتصادية طاحنة ... فذهبت للأقتراض من صندوق النقد الدولى معتقدة انه الحل الامثل لأزمتها الاقتصادية  وطبقت حزمة الشروط المجحفة التي فرضت عليها من قبله مما ادى الى تسريح ملايين العمال وخفض أجور باقي العاملين والغاء الدعم وانهار الاقتصاد البرازيلي ووصل الأمر إلى تدخل دول أخرى في السياسات الداخلية للبرازيل، وفرض البنك الدولي على الدولة أن تضيف إلى دستورها مجموعة من المواد تسببت في اشتعال الأوضاع السياسية الداخلية ورغم استجابة البرازيل لكل الشروط ... تفاقمت الأزمة اكثر واكثر وأصبح 1% فقط من البرازيليين يحصلون على نصف الدخل القومي مما جعل  ملايين المواطنين ان يعيشوا تحت خط الفقر، الأمر الذي دفع قادة البرازيل إلى الاقتراض من الصندوق مرة أخرى معتقدين انه الطريق للخروج من الأزمة... فتدهورت الأمور اكثر واكثر واصبحت البرازيل الدولة الاكثر فسادا وطردا للمهاجرين والاكبر فى معدلات الجريمة وتعاطي المخدرات والديون فى العالم مما  جعل  صندوق النقد الدولي يهددها  باعلان افلاسها اذا لم تسدد  القروض وفوائدها ورفض اقراضها اى مبالغ اخرى فانهارت  عملتها حتى وصلت  الى 11 الف كروزيرو مقابل الدولار الواحد  
حتى جاء عام 2003 ... وانتخب البرازيليين رئيسهم (لولا دا سيلفا) الذي ولد فقيرا  (كان يعمل ماسح احذية)  عند توليه الحكم
قال كلمته الشهيرة "التقشف ليس معناه افقار  الجميع بل هو إن الدولة تستغنى عن كثير من الامور الغير ظرورية خصوصا  مظاهر الترف والبذخ والرفاهية ومحاربة الفساد لدى المسؤولين  وأول خطوة خطاها بهذا الاتجاه هي زج كل المسؤولين الفاسدين  في السجون ورفع شعار 
النهوض من التخلف ليس مستحيلا .. إنها إرادة وإدارة 
وهذا ما عملته ألمانيا واليابان وماليزيا  والهند  وتركيا 
و اثيوبيا ورواندا ايضآ كل هذه الامثلة من دول العالم تحتم على المسؤولين العراقيين الاستفادة من تجارب هذه الدول  والبدء فورا   وبخطوات عملية ملموسة بالقضاء  على كبار حيتان الفساد  ومحاسبتهم وزجهم في السجون وأولهم من وقع على جولات التراخيص النفطية واهدر ثروة العراق النفطية ومن ثم القضاء على ظاهرة  تعيين الدرجات  الخاصة كمستشارين  في الرئاسات الثلاثة  طبقا لمبدأ المحاصصة الذي دمر البلاد والعباد خصوصا  ومصارحة الشعب باعدادهم الحقيقية وكم هي رواتبهم ؟ 
وتدقيق وفتح ملفات السفارات الوهمية وعقود التسليح التي شابها الفساد 
وفتح ملفات تعطيل عمل المصانع العراقية التي عطلت بفعل فاعل وبشكل متعمد وفتح ملفات  استيلاء المسؤولين دون وجه حق على عقارات الدولة وشراءها بثمن بخس والسيطرة على المنافذ الحدودية بشكل فعلي لمنع  تهريب النفط ومشتقاته  منذ عام 2003 ولغاية الان وفتح تحقيق عاجل  في مزاد العملة وتهريبها خارج العراق واقرار قانون من اين لك هذا  والغاء اللجان الاقتصادية التابعة الاحزاب في الوزارت والدوائر الحكومية  وغيرها الكثير الكثير  وعدم الاكتفاء  بسياسة خنق المواطن  وافقار الفقير وفرض الضرائب  على الرواتب  وتقليلها ورفع سعر الدولار مقابل  الدينار العراقي لان ذلك قد أدى  الى زيادة  الاسعار وزيادة الفقراء فقرا  واصاب العملية التجارية والاقتصادية بشلل تام وسيقلب  السحر على الساحر ولن ينعش  الاقتصاد العراقي  او يحل  مشاكله  دون ان تكون هناك ارادة قوية للقضاء  على الفساد والمفسدين فعلا لا قولا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق