المرجع الخالصي يقود جماهير الكاظمية المطالبة بحقها في تقرير المصير ورفض العملية السياسية القائمة










شارك المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الجمعة 3 ربيع الاول 1441هـ الموافق لـ 1 تشرين الثاني 2019م، جماهير الكاظمية المنتفضة المطالبة بحقها في تقرير مصيرها في بناء عراق مستقل يقوده ويؤسس له ابناء العراق ممن اخلص لهذا البلد ولم يشترك بالعملية السياسية الامريكية، ورفض العملية السياسية والاحزاب الفاسدة المشاركة فيها.
حيث نادت جموع المتظاهرين التي خرجت من مدرسة الإمام الخالصي إلى ساحة عبد المحسن الكاظمي، بصوت واحد وعالٍ بشعارات تؤكد على وحدة العراق وهويته واستقلال قراره السياسي والسيادي، والعمل على كتابة دستور يحفظ وحدة وكرامة هذا البلد، مؤكدين رفضهم للعملية السياسية الامريكية القائمة التي أدت إلى دمار العراق وهلاك الحرث والنسل فيه وضياع وحدة البلد وهويته، والتي انتجت الفاسدين
كما رفع المتظاهرون شعار التنديد لأمريكا واسرائيل؛ معتبرين ان أمريكا هي المسبب الرئيسي لكل هذا الدمار في البلد، وهي التي سلّطت الفاسدين على رقاب هذا الشعب ودعمتهم ومكنت لهم من خلال التغطية القانونية المشبوهة لكل السرقات التي قام بها هؤلاء، وهي السارق الاكبر لثروات العراق.
وألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، كلمة على الجموع الوافدة من عموم بغداد إلى ساحة عبد المحسن الكاظمي في الكاظمية المقدسة، أكد فيها على سلمية التظاهر، وشكر القوى الامنية التي وقفت مع الشعب، كما وشكر كل مسؤول مخلص لبلده ويدافع عن أرضه ويرفض المحاصصة الطائفية أو السياسية او العرقية. 
ودعا إلى رفض الاحتلال الامريكي وكل افرازاته ورفض التدخل الأجنبي، والتأكيد على وحدة العراق، واستقلال العراق، والحفاظ على هوية العراق الأصيلة لكل ابنائه؛ سنة وشيعة، عرباً وكرداً وتركماناً؛ مسلمين وغير مسلمين؛ فهم تجمعهم راية الايمان في هذا البلد العظيم.
وأكد سماحته (دام ظله) على ان هذه المسيرة من ابناء مدينة الكاظمية المقدسة واطرافها جاءت لتؤكد رفضها لمخططات الاعداء التي يراد منها ابعادكم عن المسيرة الحقة وعن الرسالة الحقة، وتزييف الارادة الوطنية، وان هذه المسيرة هي خطوة على الطريق الواعي لشد أزر اخوانكم في كل انحاء العراق.
وقال سماحته (دام ظله): اجتمعوا ايها الاخوة على هذا البلد بوحدته واستقلاله، واكدوا على ان الهيئة الوطنية المستقلة التي يجب ان يفرزها شعبنا هي التي يجب ان تتكلم باسمكم، وان تقود هذه المسيرة نحو الاهداف التي ارادها شعبنا العظيم في العراق الجريح.
كما وحيا سماحته (دام ظله) الجماهير المنتفضة في ساحة التحرير، والحشود المؤيدة لها في بغداد وكافة محافظات العراق، مشيداً سماحته (دام ظله) بتضحيات الشهداء الذين سقطوا في هذه المسيرة، وبالجرحى الابطال الذين اصيبوا بهذه الاحداث، وبكل مواطن وقف بشجاعة؛ رجلاً كان او امرأة، شاباً كان أم كبيراً، ويجب ان نشيد بهذه المواقف وان نقدر ارادة هذا الشعب.
وقال: يجب ان تعلموا ان كل ثورة لابد لها من وعي وفلسفة، فمن يشارك فيها عليه ان يعمل من أجل الوعي، وعليه ان يفهم ماذا يريد، وعليه ان يخطوا الخطوات الصحيحة، وان يتجنب الهتافات المدسوسة، نحن لم نهتف ضد أحد إلا ضد المحتل، ونؤكد على ذلك.
فلسفة الحراك والثورة هو التمسك بالرسالة وبوحدة العراق، وان نتمسك بالدستور الذي نصنعه نحن ابناء العراق، لا ان يأتي الدستور معلباً من قبل اليهود والصهاينة ثم يفرض على شعبنا، وقد رأيتم نتائج هذه العملية السياسية وبماذا اصابت العراق، وبماذا اصاب الشعب والمواطنين.
وانتقد سماحته (دام ظله) الاجراءات القمعية تجاه الجماهير المنتفضة، وكان المفروض ان لا تجابه بأي رصاصة.
وهنا تعالت شعارات لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين من قبل المتظاهرين فقال سماحته (دام ظله): إذا كنت مع الحسين (ع) فلن تكون مع الفسقة الفجرة الظالمين؛ إذا كنت مع الحسين (ع) ستكون مع الاسلام؛ إذا كنت مع الحسين (ع) ستقف مع الحق وستدافع عن الامة وعن الشعوب؛ فأثبتوا على هذا الطريق، وواصلوا المسيرة بالوعي الكامل، وبالدوام المنضبط الصحيح، والمشاركة الفاعلة، ونظموا اعمالكم ولا تعطلوها، لكي تبقوا في ساحة المواجهة مع الفاسدين والذين يريدون الركوب على الحراك مرة أخرى لصرفه وحرفه عن طريق إرادة هذا الشعب العظيم.
وشكر سماحته (دام ظله) الاجهزة الامنية الذين واكبوا هذه المسيرة، والجهود التي بذلوها لحماية المواطنين، مؤكداً ان هذا هو المأمول منهم، فواجبهم ان يحموا الشعب وان يتجنبوا كل محاولات الصدام مع الجماهير، كما وشكر الوعي الكامل للجماهير الذين اشادوا بالقوات الأمنية التي جاءت لحمايتهم.
وأكد على ان من يعتدي على أي موظف امن، او من يعتدي على محل تجاري، او يسرق المال العام؛ فهو ليس من هذا الشعب، وعلينا ان نمنع أي مندس من التواجد بيننا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق