فشل النظام السياسي العراقي في إدارة فعالية زيارة الأربعين الراجلة.

فشل النظام السياسي العراقي في إدارة فعالية زيارة الأربعين الراجلة.
محمد حسين الطاهر الموسوي
25/08/2023
ان الدور الحكومي لا ينتهي عند الملف الأمني للزيارة الأربعينية فقط، كونها ممارسة شعبية تشترك فيها اكثر من إحدى عشرة محافظة، فضلاً عن الزائرين الأجانب الواردين إلى العراق خلال هذه الفترة، للمشاركة في أداء مراسم الزيارة الأربعينية في كربلاء، مشياً على الأقدام انطلاقاً من البصرة أو احد المحافظات الواقعة على الطرق المؤدية إلى محافظة كربلاء.
وكل دول العالم تهتم بنتاجاتها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية ...وغيرها، خصوصاً اذا كان لها صدى عالمي وتأثير شعبي بنفس الوقت، وفوق هذا هناك مشاركة على المستويين الشعبي والحكومي لدول الجوار والمنطقة، بل تعدى ذلك حتى بلغت هذه الفعالية مستوى  المشاركة الدولية، ومع هذا لا نجد من النظام السياسي الدعم والتوجيه والتنظيم والتعبئة والتنمية والتطوير لهذه الفعالية بما يناسبها حجماً وتأثيراً، ولو كانت هذه الفعالية في دولة أخرى وكانت هذه المشاركة الشعبية بهذا الحجم بأبعادها التي هنا هناك، لوضعت لها برنامجاً واستراتيجيات وبنيت لها سياسات عامة لرفع مستوى مخرجاتها بما يتلاءم مع الأهداف الدينية والسياسية والاقتصادية العامة، لكن للأسف لا شيء من هذا القبيل حصل، وفقط تم استثمار الفعالية (الشعيرة الحسينية) في مسيرة الزيارة الأربعينية الراجلة او غيرها للدعاية الانتخابية للقادة السياسيين لكسب الأصوات الانتخابية ليس إلا، أما التواجد الأمني وان كان والحق يقال انه فعال ولكنه ما زال فوضوياً.
نتمنى من المؤسسات ذات العلاقة أن تعمل على دعم الدراسات الخاصة في البحث فيما يخص هذه الفعالية بمختلف أوجهها، سياسية كانت أو دينية او اقتصادية أو... غيرها، وتبني سياسات عامة لتنمية وتطوير واستثمار هكذا فعاليات وأحداث لها القدرة على أن تكون لها مخرجات إيجابية وضخمة مثل: الزيارة الأربعينية، بدأً بإنشاء البنى التحتية وانتهاءً بتسويق الثقافة الحسينية كثقافة سائدة لها مردودها المستقبلي على البلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق