سمو الأمير حازم تحسين بك، أمير الإيزيديين يحتفي بالمدافع عن التنوع
بغداد-خاص
جرى في العاصمة العراقية بغداد حفل تكريمي للدكتور سعد سلوم من قبل الأمير حازم تحسين بك، أمير الإيزيديين في العراق والعالم ورئيس المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى والذي وصف المحتفى به كسفير للقضية الإيزيدية.
الحفل الذي نظم بتاريخ 28 يناير 2023 ضم نخبا من المجتمع الإيزيدي من نواب البرلمان وممثلي ديوان الأوقاف ورجال الأعمال والناشطين، فضلا عن مشاركة ممثلي الأقليات مثل المندائيين والمسيحيين والبهائيين والزرداشتيين والاقليات القومية مثل الشبك والكورد الفيليون. وممثلي وزارتي الخارجية والثقافة والتعليم العالي.
استهل الحفل بكلمة للسيد حسو هورمي رئيس المؤسسة الإيزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية الذي اوضح ان الفعالية تعقد في تاريخ رمزي ومهم هو الذكرى الرابعة لرحيل الأمير الخالد تحسين بك، ثم قدم سيرة المحتفى به، ووصفه برائد التنوع في العراق موضحا دوره التنويري في قضايا التنوع والاقليات منذ اصدار مجلة مسارات التي خصصت في العام 2005 عددا خاصا عن الديانة الإيزيدية وصولا الى مواقفه التضامنية مثل اعتناقه الديانة الإيزيدية عام 2014. وما قدمه من دراسات في تخصص منع الإبادة الجماعية ومؤلفاته التي تربو على 19 مولفا منها 4 دراسات عن الإيزيديين باللغات العربية والانكليزية والايطالية.
ثم كان الدور لكلمة السفير الارمني في العراق والتي ركزت على تضامن المجتمع الأرمني والحكومة الارمنية مع قضايا المجتمع الإيزيدي وكون ارمينيا من اوائل الدول التي أعترفت بالإبادة الجماعية، وتحدث عن اوضاع الإيزيديين في جمهورية ارمينيا، ودور سلوم في التعريف بالابادات الجماعية مثل الابادة الارمنية والابادة الإيزيدية.
وعرج الامير برين سعيد على دور الدكتور سلوم في المحافل الدولية من خلال التعريف بالثقافة الإيزيدية في المؤتمرات الدولية والجامعات العالمية، وكذلك بالنسبة للمجتمع الإيزيدي من خلال علاقته مع المحتفى به خلال سنوات طويلة في بغداد ومواكبته لعمله في المحافل الدولية.
ثم قدم النائب في البرلمان الاتحادي محما خليل شهادة عن علاقته مع الدكتور سلوم والتي وصفه فيها بكونه رمزا ثقافيا وطنيا و مدرسة تقدم للبرلمان خيارات وافكارا تتحول الى خريطة طريق لحماية التنوع العراقي. وركز الدكتور خلف سنجاري عن عمل سلوم في مجال بناء قدرات أجيال من الشباب من كافة المحافظات العراقية ودوره خلال الخمس عشر سنة الماضية في تنظيم زيارات للناشطين ورجال الدين والصحافيين الى معبد لالش قبل حدوث الابادة الجماعية عام 2014 وزيارات ميدانية الى سنجار لاعداد تقارير للمنظمات الدولية تصف على نحو موضوعي التحديات التي تواجه المجتمع الإيزيدي بعد الإبادة الجماعية.
في حين قدمت السيدة هناء ادور من شبكة النساء العراقيات شهادتها بحق المحتفى به ودوره في مختلف القضايا الانسانية والتي عرضته في كثير من الأحيان الى تهديدات خطيرة واجهها بشجاعة، واستمراره رغم كل المصاعب. من جهتها اوضحت هناء حسين الممثلة عن البهائيين اهمية قضايا الاعتراف بالاقليات الدينية غير المعترف بها رسميا مثل البهائيين والكاكائيين والزرادشتيين والتي عمل سلوم من خلال مؤلفاته والمؤتمرات التي كان ينظمها في وضعها على مسار جديد خلال السنوات الماضية.
اما الشيخ اسد الله الفيلي رئيس التحالف العراقي للكورد الفيليين ، فقد أكد في شهادته دور الدكتور سلوم في الدفاع عن قضايا التنوع القومي والمواطنة امام المحافل الوطنية وتوجيه رسائل واضحة للحكومات العراقية المتعاقبة. وعرج الوكيل الاقدم لديوان اوقاف المسيحيين والإيزيديين والصابئة المندائية الاستاذ رعد جبار صالح على دور سلوم في مواجهة خطابات الكراهية مثل تأسيس المركز الوطني لمواجهة خطابات الكراهية وهو المركز الذي يمثل أسهاما رياديا من سلوم في مواجهة الكراهيات لم تستطع حتى المؤسسات الرسمية ان تنجز مثيلا له لحد اليوم. اما السيد علي الغريفي من معهد العلمين للدراسات في النجف الاشرف فقد بين التعاون مع الدكتور سلوم في أعداد منهج جامعي يعرف بالتنوع العراقي يتم تدريسه في مختلف الجامعات العراقية.
وكان للاميرة ميان خاتون السيدة الإيزيدية الاولى كلمة تقدير للدكتور سلوم داعية الى التضامن بين ممثلي الاقليات المختلفة من اجل ترتيب الاولويات ووضح الافكار وعلى نحو يحسن من مشاركتهم الفعالة على كافة الاصعدة.
اما كلمة سلوم فقد ذكر بها ان الإيزيديون يمثلون قمة التراجيديا العراقية وانهم اكثر جماعة دينية تعرضت لإضطهاد منهجي خلال القرون الماضية من خلال التاريخ وانه مضطهدون الان بحكم الجغرافيا، ومن المهم على الحكومة العراقية الاستثمار في التنوع لانه ثروة البلاد الحقيقية وان وحدة العراق في تنوعه، وان سنجار اصبحت مثالا على فشل العراق كدولة في حماية اقلياتها وانها ينيغي ان تتحول الى نموذج نجاح للعراق.
وكانت الكلمة الختامية للأمير حازم تحسين بك، أمير الإيزيديين في العراق والعالم ورئيس المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى الذي ثمن فيه دور الدكتور سعد سلوم الذي بذل جهود كبيرة في انصاف جميع المكونات ورفع الغبن والظلم عنها من خلال نشاطاته ودراساته ومبادراته وايضا ايصال اصواتهم الى العالم وخاصة ضحايا اهالي شنكال واصفا الدكتور سلوم بحق كسفير القضية الإيزيدية في المنابر العالمية والمحافل الوطنية والمنصات الدولية.
ومن الجدير بالذكر ان سلوم قد حاز على جائزة ستيفانوس الدولية / أوسلو 2018 عن جهوده في الدفاع عن قضايا حرية الدين المعتقد، وجائزة البطريركية الكلدانية لعام 2019 عن كتابه (المسيحيون في العراق : التاريخ الشامل والتحديات الراهنة)، وجائزة كامل شياع لثقافة التنوير عن مجمل أعماله الفكرية ونشاطاته المختلفة في نشر ثقافة التنوع، وجائزة ابن رشد للفكر الحر 2022 والتي تمنح لمن قام بدور في دعم ونشر الفكر الديمقراطي الحر والديمقراطية والإبداع في البلاد العربية. ويأتي هذا التكريم من قبل سمو الامير حازم تحسين بك لدوره في الدفاع عن القضايا الانسانية بشكل عام والقضية الإيزيدية بشكل خاص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق