دعا سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 30 ربيع الأول 1444هـ الموافق لـ 25 تشرين الثاني 2022م، إلى ترك الاجتماعات على الأمور التافهة والأمور الملهية والأمور المضحكة، بل التركيز والاهتمام على موضوع اجتماع الامة وعلى ما هو مصيري ومتعلق في أمور حياتهم وحقوقهم ووجودهم كما امر الله وكما امر رسوله ويريده في العقل السليم.
وحث القادة العرب والمسلمون على ان يجتمعوا ليقرروا ويبحثوا مصير الامة الإسلامية ومصير الإنسانية كلها بدل الاجتماع على مباراة لكرة قدم، ليكون لهم صوت واضح وكبير لخدمة الامة.
وفي الشأن السياسي الداخلي أكد سماحته على ان ضبط الحدود من قبل الدولة العراقية هو الحل لمواجهة اختراقات الخارج.
وتساءل سماحته عن موضوع البديل المحتم للعراق وكيف يمكن ان يكون؟، لافتاً إلى ان الشعب العراقي اليوم وبكل اطيافه وفئاته يعمل ويبحث عن البديل عن العملية السياسية القائمة، والجميع يطالب بالتغيير بعد هذه المفاسد التي عصفت في العراق والمنطقة.
ولفت إلى ان هنالك من خرج من العملية السياسية لأنه لم يحصل على شيء، وهنالك من خرج منها لأنه وعى اللعبة وشاهدها من الداخل، فإننا اننا نشد على أيديهم على أساس العمل لصالح العراق، فمن ان أراد ان يعمل لصالح العراق فليعمل، ومن رفض العملية السياسية من البداية فعليهم ايضاً ان يكملوا المشوار وان يعملوا؛ فان كانوا صادقين واتفقوا على الثوابت المعروفة فإنهم سيلتقون في نهاية المطاف.
وخاطب سماحته جميع العاملين في الشأن السياسي: يقول تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" التوبة:105، ستنكشف الحقائق فالعمل الصالح سيستمر والله تعالى يرفعه (..إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ..) (فاطر:10) والعمل الملتوي سينكشف.
وقال: ان المسؤولين الجدد يحاولون اثبات قضية مكافحة الفساد ومحاربة المفسدين، وفتح ملفات التزوير والتزييف التي جرت وتجري، ولكننا نرى تناقضاً في هذه التصرفات ينافي الدعوات القائمة على ذلك، فقد رأينا ان شخصاً تم اعتقاله وقيل انه مسؤول عن ملف فساد مالي كبير، ثم نفاجئ بإطلاق سراحه وكأن شيئاً لم يكن!!.
وأضاف: ان القلق والتوجس ينتاب معظم أبناء الشعب العراقي في مثل هذه التصرفات، والحق معهم؛ فالشعب يريد ان تظهر السرقات الكبرى بشكل قطعي، خصوصاً التي اكتشفت أخيراً والتي يعلم بها الجميع، كما يجب ان تُكشف باقي الجرائم التي جرت ومازالت تجري، كما يجب ان يُعرف من المسؤول عن هذا المسلسل الرهيب الذي جرى في العراق خصوصاً جرائم الاحتلال المباشرة، لأنها تكشف الجرائم الخفية التي ادارها المحتلين وأذنابهم من خلف الستار.
وتابع قائلاً: ومن ذلك جرائم التفجيرات والاغتيالات التي حصلت في بغداد والفلوجة والنجف ومدينة الكاظمية المقدسة، والحرية والشعلة والكرادة في بغداد، ومن الذي سبب هذا التفجير وكيف تسرّبت هذه السيارات إلى الكرادة كمثال صارخ؟!. نسأل الله تعالى ان يثبتنا ويأخذ بأيدي المخلصين في ذلك.
واعتبر سماحته الحراك الواسع والقائم اليوم في مدينة الكاظمية المقدسة لمتابعة الخدمات ورفع الحصار عن هذه المدينة وتخفيف الأعباء عن الناس بالأمر الجيد والمهم، ولكن الأصل هو عدم وجود غطاء سياسي قادر على فعل وتقبل عملية التغيير والإصلاح وتبنيها، فتبقى هذه العمليات مبتورة وقاصرة.
وختم سماحته مؤكداً: لابد مع المطالبة بالحقوق والخدمات العامة ودعم الجهود الخيّرة ان يُنظر إلى الممارسات الأخرى، وان يطالب بها لإحداث تغيير شامل في الوضع العراقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق