القوم في السر ليس القوم في العلن


بقلم / الدكتور ناظم الربيعي 
انتهى اجتماع الإطار التنسيقي في بيت هادي العامري  يوم أمس بتفويض رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة وترك حرية الاختيار له باختيار كابينته الوزارية وأن حصة الإطار التنسيقي من الحكومة المقبلة ستكون 12 وزارة 
وأنه قد تم حسم ثمانية عشر حقيبة ووزارية مختلفة لحد  الآن 
لكن هل هذه المعلومات هي حقيقية ام تسريبات يراد منها اخفاء الخلافات السياسية  ؟
وهل ترك الأمر فعلا لرئيس الوزراء المكلف باختيار الوزراء ؟ وهل أن الأمور تجري بشكلٍ سلس دون خلافات أو تناحر واختلاف على الحقائب  الوزارية والمناصب الأخرى ؟
وهل ان حقيبتي الدفاع والداخلية ستسلم الى وزراء مستقلون؟ 
 ام أن هناك اختلاف كبير على حقيبة الداخلية  بين العامري والفياض أما حقيبة الدفاع  فان الخلاف عليها محتدم وكبير  بين السيادة والعزم 
وزارة النفط فهي الاخرى موضع جدل  واختلاف كبير بين حزب الدعوة وتيار الحكمة  اما حصة التيار الصدري من الوزارت فهي ستدار من قبل رئيس الوزراء المكلف  بالوكالة كالصحة والكهرباء  والتعليم العالي وغيرها من الوزارت حسب تسريبات نسبت الى السيد  السوداني والتي كانت من حصة التيار ارضاء للتيار الصدري أم ان هناك حسابات اخرى للسيد رئيس الوزراء المكلف 
اما المكون السني فهو  الاخر في صراع مستمر  على الوزارت المخصصة لهم وخصوصا الدفاع والتخطيط والتربية 
اما الأكراد فالحال لا يختلف عن بقية المكونات في الصراع  والاختلاف بين البارتي  واليكتي على الوزرات الأربعة 
 والتي خصصت لهم وفق مبدأ المحاصصة البغيض 
هذا غيض من فيض ولكن السوال المهم هو هل يستطيع السوداني ان يختار وبحرية  كاملة 
كابينته الوزارية ؟ 
وليست هناك اية اختلافات كبيرة بين الكتل السياسية على الحقائب الوزارية  اعتقد جازما ان الاختلافات كبيرة جدا وان السيد السوداني في حيرة من أمره بين أن ينفذ وعوده باختيار كابينة وزارية تحقق له مايريد من خلال تطبيق شعاره ( حكومة انجاز ) وتغير الصورة النمطية لحكومته عن الحكومات السابقة ام سيظل  حبيس الارادات السيايسة المتصارعة  ؟ 
وهل ستمرر حكومته بكامل طاقمها بيسر  وسلاسة في البرلمان 
ام ستمرر ناقصه ؟ 
قبل هذا وذاك ارجو مخلصًا من السيد رئيس الوزراء المكلف ارسال كافة اسماء الوزراء المرشحين الى هيئة النزاهة لتدقيق سجلهم وتاريخهم لبيان نزاهتهم قبل ارسالها الى هيئة المسائلة والعدالة كي يكون ذلك عونا له قبل توليهم مناصبهم الوزارية وان نغادر  الحديث عن بيع  المناصب والحقائب الوزارية 
وان تكون حكومته حكومته انجاز فعلا   لما عرف عن السوداني من نظافة اليد والسيرة والنزاهة واتخاذ القرار الحاسم طوال فترة وجوده في المناصب  الوزارية  المختلفة  اصالة ووكالة لكي يستطيع محاسبة الوزراء دون الرجوع الى كتبهم واحزابهم   لان  الاحزاب والكتل السياسية المختلفة تبحث عن مصالحها فقط والسوداني يريد حكومة انجاز ناجحة ومتميزة   بأي ثمن لما عرف عنه من حنكة وقوة في اتخاذ القرار وهو يعلم علم اليقين ان الاحزاب والكتل تعمل لمصالحها فقط وهو يعلم أيضًا 
أن القوم في السر غير القوم في العلن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق