حسين السومري رئيس تحرير جريدة "الوطن الجديد" في حوار صحفي :

حسين السومري رئيس تحرير جريدة "الوطن الجديد" في حوار صحفي : 
 
* نعاني من نقص التمويل المالي .. ونطالب نقيب الصحفيين العراقيين ان يبادر الى دعم الصحيفة التي يقف خلفها صحفيون شباب
 
* معظم الصحف تواجه مشكلة التوزيع لعدم وجود مؤسسات متخصصة
 
* راعينا في العمل اعتماد آليات صحفية رصينة من أجل ان يسير عملنا وفق منهجية محترمة
 
 
بغداد /
في العام 2017، بادر الكاتب والصحفي حسين السومري،، بتأسيس جريدة (الوطن الجديد)، قبل أن يتولى رئاسة تحريرها بمقرها الكائن في شارع النضال ببغداد. عمل السومري لأعوام في مجال الصحافة وخاصة في البينة الجديدة، وهذا ما ألهمه إصدار جريدة شبابية واعدة غاية في إرساء دعائم صحافة جديدة، من خلال مشاركة الشباب بتحريرها .. ولمزيد من التفاصيل تحدث السومري في هذا الحوار عن الصحافة وأزمتها الحالية ..فماذا قال السومري في هذا الحوار ؟
 
*حدثنا عن جهودك الذاتية لإصدار جريدة متكاملة وما هو مصدر دخلك الاساس؟.
- في البدء للأمانة لا بد من أن أقول لكم بأمانة وصراحة بأن جريدتي (الوطن الجديد) قد ولدت من رحم جريدة (البينة الجديدة) كوني أعمل محررا فيها... حيث أسست ( الوطن الجديد) في (21/12/2017) أي قبل أربع سنوات بوصفها مبادرة شبابية واعدة لإرساء دعائم صحافة جديدة، ذات نمط شبابي وإن الجريدة لا تموّل إطلاقا من أي جهة سياسية أو حزبية أو تجارية وإنما مصدر تمويلها الرئيس هو ما يتحقق من إيرادات الإعلانات التي تردنا من الوزارات والداوئر الحكومية والقطاع الخاص مع قناعتي من خلال تجربتي الذاتية بأن هذا التمويل لا يكفي، وعليه فنحن نتطلع من الجهات الراعية للصحافة وللثقافة القيام بمبادرات ومشاريع لدعم صحيفتنا، وهذا ما نعوّل عليه ونتمنى ان يتحقق عاجلا وليس اجلا كي تستمر جريدتنا في الصدور.
 
*متى باشرت بالعمل على الجريدة ؟
- باشرت العمل في الجريدة بعد التأسيس مباشرة حيث تم اختيار مقر لها في شارع النضال وهو مقر روعي فيه توفر كل مستلزمات العمل الصحفي من حاسبات وانترنت وغيرها من الامور وقد اعتمدنا على كادر تحريري من الشباب حصرا ورغم ان عددهم لا يتجاوز الربعة أفراد لكنهم استطاعوا ان يقدموا جهدا كبيرا وهذا ما يشهد به قراء الجريدة من مختلف المستويات الثقافية.
*كيف كانت البداية وماهي الآلية التي اتبعتها ؟  
- راعينا في العمل اعتماد آليات صحفية رصينة من أجل ان يسير عملنا وفق منهجية محترمة ومن ذلك الالتزام بالثوابت الوطنية وأخلاقيات المهنة الصحفية ومبادئها الاصيلة كي نكون قريبين من الشارع العراقي وهمومه اليومية واحتياجات وتطلعات الشعب الاساسية. ولهذا اكتب في جريدتنا كل ما يدور في الشارع من تظاهرات. وقد ساهمت الجريدة بتغطية كافة الانشطة وابراز دور القوات الأمنية البطلة وصولات جيشنا الباسل وكل أجهزتنا الأمنية التي قارعت التنظيمات الإرهابية وفي المقدمة منها تنظيم داعش الإرهابي لن تألو جريدتنا جهدا في إبراز كل منجز وطني يصبّ في خدمة الشعب العراقي.
*آليات التوزيع والترويج للجريدة التي تتبعها، ماهي، وهل أدت غرضها وكيف؟
- لنعترف صراحة بأن معظم الصحف اليومية تواجه مشكلة التوزيع لعدم وجود مؤسسات متخصصة بالتوزيع، اضافة الى عدم وجود اكشاك لباعة الصحف اليومية كما هو في دول العالم المتقدمة بما فيها دول الجوار، ورغم ذلك فقد سعينا الى تجاوز هذه المعظلة من خلال اعتماد موزع من اصحاب الخبرة والتجربة وهو السيد (حسن هاشم- ابو قاسم ) الذي يقوم باستلام الجريدة ليوصلها الى (البورصة) ومن هناك تأخذ طريقها الى كافة محافظات العراق والوزارات والدوائر الحكومية شأنها شأن الصحف اليومية الأخرى. والحمد لله تصل جريدتنا الى أيدي القراء بانسيابية عالية وهذا أمر مفرح، صراحة.
* ما خططك المستقبلية بخصوص الجريدة ؟.
- إننا ساعون بكل قوة وإيمان لجعل المطبوع مستجيبا لكل اذواق القراء من مختلف المستويات، وليس هذا فحسب بل نحن بصدد التفكير جديّا بإطلاق وكالة إخبارية سنعلن عن إسمها لاحقا.
*هل تلقيت مساندة من مقربين؟ من هم وكيف ساندوك؟.
- لا بد ان أشير بأنني وفي بداية مشروعي الصحفي تلقيت دعما غير محدود من قبل رئيس تحرير جريدة (البينة الجديدة) الأب والعم العزيز والداعم المعنوي دوما "عبد الوهاب جبار" والزميل العزيز والصحفي المخضرم "عبد الزهرة البياتي" رئيس التحرير التنفيذي فيها، من خلال ما أسدوه من نصائح وتزويدي بالخبرات المتراكمة لديهما ولا زالوا يؤازراننا ويسانداننا بكل أمانة واخلاص.
* ما هي طريقة تجميع موضوعات الجريدة وما هي تفاصيلها، وهل لديك مصادر خاصة أو أشخاص يقومون بتزويدك بالموضوعات ؟.
- انتهجت الجريدة في عملها الصحفي انتقاء أخبارها من مصادر رصينة ومتنوعة، حيث ركزنا على الخبر الخاص المستل من مصدر موثوق من اجل التفرّد بالخبر وليكون سبقا صحفيا في الجريدة، وهذا ما يميزها عن باقي الصحف اليومية، ولا بد ان نذكر إننا نعمتد ايضا في انتقاء الاخبار من وكالات اخبارية معروفة بمصداقيتها ومهنيتها، اضافة الى ما يردنا من المكاتب الرسمية من الوزارات والدوائر الحكومية على شكل بيانات او ايضاحات.
* ما هو هدفك الرئيس من الجريدة ورؤيتك الخاصة عنها ؟.
- لقد وضعنا نصب أعيننا عند إصدار الجريدة تحقيق حزمة أهداف في مقدمتها العمل على صناعة وتنوير الرأي العام وفضح كل مظاهر الفساد المالي والإداري ونشر شكاوى وهموم الناس اليومية ومطالبهم وايصالها الى الجهات المعنية، وكذلك اجراء لقاءات صحفية مع وزراء ومسؤولين يتحدثون من خلال حواراتهم عن خططهم وبرامجهم، والغاية من ذلك هي تعريف الجمهور بما يجري او يدور في الوزارات الحكومية وخاصة الخدمية منها .
* ما هو السبب وراء اختيار تصنيفها كجريدة سياسية ؟.
- راعينا ان تصنف على انها جريدة سياسية انطلاقا من حقيقة ان المشهد السياسي هو الأكثر اهمية وارتباطا بحياة الناس اليومية حيث اصبحت السياسة اشبه بـ (الغذاء) الذي يتناوله المواطن في كل ساعة، مع التأكيد بأن جريدتنا لم تكتفِ بصبغتها السياسية بل هناك الصفحات الثقافية والحوارات والتحقيقات وهناك صفحة فنون ورياضة وشباب وأخبار محلية ودولية ومقالات وآراء ومنوعات تتمثل بالصفحة الأخيرة .
* حدثنا عن الصعوبات التي واجهتها وهل تواجه مصاعب الآن ؟
- لا يخلو أي عمل، وخاصة العمل الصحفي، من صعوبات مالية وإدارية حيث نعاني من نقص التمويل المالي الضاغط ونطالب عبر منبركم ، نقابة الصحفيين العراقيين المتمثلة بالزميل النقيب (مؤيد اللامي) ان يبادر الى دعم الصحف التي يقف خلفها صحفيون شباب من اجل ديمومة مسيرتها وتحقيق تطلعاتهم المشروعة.
*هل تردكم اعلانات كافية ؟ وهل تؤدي منافعها ؟.
- ان ما يتحقق من إيرادات جراء نشر الإعلانات في جريدتنا له فائدة كبيرة حيث نقوم بسداد تكاليف الطبع وأجور العاملين، لكن هذا لا يكفي لتغطية مجمل التكاليف اليومية، لنعيد ونكرر المطالبة بالدعم المالي والاسناد.
* للمؤسسات الصحفية سياسة خاصة وتابوهات.. هل للوطن الجديد تابو محدد، ماهو وإن لم يوجد، لماذا ؟.
- لقد التزمت جريدتنا ومنذ صدور عددها الاول باعتماد ثوابت صحفية ولا تكاد تحيد عنها وفي المقدمة من ذلك الانحياز التام الى مصالح الشعب والوطن والدفاع عن حقوق المواطنين المشروعة التي اقرها الدستور والحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض اي شكل من اشكال الطائفية او العنصرية او الانحياز لفئة دون اخرى وان كل ابناء الشعب مثل اسنان المشط وليس لدينا تابوهات تمنعنا من قول الحقيقة والاصطفاف الى جانب جماهير الشعب كافة.
* اذكر لنا موقفا طريفا تذكره اثناء عملك في الجريدة ؟.
- من المواقف الطريفة التي لا زالت عالقة في ذاكرتي هي انه في احد الايام من عام 2019 أكملنا العدد ليلا بعد جهد جهيد وقبل دفع العدد الى الطبع فوجئنا بصدور بيان يعلن ان يوم غد عطلة رسمية وهذا ما جعلنا نعيش في حالة صدمة.
* كلمة أخيرة تود طرحها ؟.
- في نهاية الحوار، أسجّل احترامي الكبير لكم لتسليط الضوء على جريدة (الوطن الجديد) بوصفها تجربة صحفية شابة وكذلك تعريف القراء بها، وهذا دين لن ننساه أبدا وهو موقف صحفي مشرّف ويدل على سياستكم المنفتحة على الجميع والساعية الى إبراز أنشطتهم وفعالياتهم المختلفة، ودعواتي لكم بالتوفيق والنجاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق