المرجع الخالصي يؤكد على ان العراق هو البلد الوحيد الذي يمكن ان يؤسس لوحدة إسلامية حقيقية تنطلق منه إلى العالم الإسلامي


لبّى المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) الدعوة الكريمة التي تقدمت بها إدارة ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية، حيث في استقباله فضيلة الشيخ محمد الملا رئيس ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية، والشيخ يوسف الحمداني، وعدداً من المشايخ والفضلاء الاكارم.

وأكد المرجع الخالصي (دام ظله) خلال كلمة له على ان مجتمعنا العراقي هو مجتمع وارث لأجيال ومجتمعات سابقة ومدارس فقهية وكلامية ونحوية وفلسفات متعددة، فالعراق كان هو البوتقة التي تلاحمت فيها الأفكار، فإننا اليوم بأمس الحاجة إلى تطبيق ما أمرنا الله تعالى به في وحدة أبناء الامة تحت راية الإسلام، فالكلمة الواحدة الجامعة هي السبيل لهداية الامة، كما أن الله تعالى قد حذرنا ووعدنا بالعذاب الأليم إذا ما تفرقنا في امر الدين.

واضاف: ان اهل العراق هم أكثر الناس تلقياً لهذا الخطاب واستفادة من الوعظ الإلهي، وكان حذراً مما حذرنا الله منه، ولكن حصلت عبر التاريخ مشاكل وفتن لا حصر لها أدت إلى تشرذم المجتمع العراقي نوعاً ما.

وتابع قائلاً: إنيّ اذكر جيداً ان علماء بغداد البارزين المعروفين أمثال: الشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ نجم الدين الواعظ، والشيخ عبد القادر الخطيب، والشيخ فؤاد الآلوسي، والشيخ عبد العزيز البدري رحمهم الله تعالى وغيرهم، كانوا يلتقون في الكاظمية بعلماء الكاظمية وبشكل مستمر، وعلماء الكاظمية يلتقون بعلماء بغداد بشكل مستمر، كانت هذه المشاهد تعطيني الاطمئنان الداخلي.

ولفت إلى ان ثمرة هذه اللقاءات بين العلماء وبين أبناء الامة الواحدة ظهرت عندما حصلت تحديات للعراق وللأمة، تحديات في العقيدة والدين وتحديات في الأخلاق والسياسة، فكانت كلمة هؤلاء العلماء مؤثرة جداً في صيانة الموقف الموحد للشعب العراقي، كما له الأثر البالغ في صيانة وحدة العراق ودينه.

وتابع قائلاً: ان التباعد وعدم اللقاء المستمر والمتواصل سمح لجهات أخرى ان تدخل بين أبناء العراق وان تسوقهم إلى الفتنة والصراعات، كما لاحظنا هذا الامر حين بدأ البعض يشكك بالبعض الآخر، فلماذا أُعطي الفرصة لخصمي ولعدوي ولمن لا يريد بي الخير لكي يفرقني؟!، بل كان المفروض بأن لا نتأثر بالأشخاص الذين دخلوا العراق، وان نعلمهم مدى قربنا من بعضنا ونبين لهم وحدتنا وتلاحمنا عن قرب.

وأكد على ان العراق هو البلد الوحيد الذي يمكن ان يؤسس لوحدة إسلامية حقيقية تنطلق منه إلى العالم الإسلامي، ولا توجد في الاغلب إمكانيات في بلاد أخرى كما في العراق.

وبيّن سماحته ان أحد أهم أسباب الحروب على العراق من تسليط القوى اللادينية واشغالنا في العلمانية، واشغالنا بالاحتلال ومشروعه كما يجري اليوم، واشغالنا بالقضايا الأخلاقية والانحرافات والفساد وغيرها، هو ان يفقد الشعب العراقي هويته التي تجمع ابناءه؛ لأن هذه الهوية حين يجتمعون حولها الناس ستبدأ نهضة الامة الحقيقية، نهضة الامة ككل وليس العراق فقط، فيكون العراق هو الأرض الجامعة لكل هذه القوى في مشارق الأرض ومغاربها في عالمنا الإسلامي. 

وقال: ونحن في البصرة ثغر العراق الباسم، أغنى أرض العراق، أين آثارها في بلدنا؟!؛ انا صدمت حقيقة من المشاهد التي رأيتها عند دخولي مدينة البصرة!، ويبدوا ان هذا التخريب متعمد لغاية سياسية في ابعاد اخرى وليس هو ناتج من الفساد والإهمال فقط، ولكي لا يكون للبصرة دور كدورها التاريخي المعروف.

وتساءل: ما الذي جعل هذا الامر يتحول من نعمٍ عُظمى إلى مأساةٍ قاهرة ومستمرة؟!، خاصة حينما نقارن بين بعض الدول الأخرى نجد ان هنالك دول أفقر منّا بكثير وبظروف سيئة ايضاً ولديهم أزمات وحروب وترى الخدمات جيدة عندهم يفوق ما عندنا في العراق، وهم يقيناً لا يملكون ثرواتنا؛ والجواب الوحيد هو: هو عدم التدبير، والإدارة السيئة، والمخططات المعادية، ورأس هذا كله هو غفلة الشعب.

وختم سماحته قائلاً: ان أبناء العراق إذا التقوا او اجتمعوا وتحابوا في الله وفكروا في مصالحهم سيهدون إلى رشدهم قطعاً، وسيجدون العلاج لكل هذه القضايا التي تحيط بالبلد، والحديث عن النبي (ص) يؤكد (مَا تَشاوَرَ قَومٌ إلاَّ هُدُوا إلى رُشْدِهِم)، مجدداً دعوته بعودة الوقفان الشيعي والسني إلى ان يكون وقفاً واحداً، سائلاً الله تعالى ان ننتهي من مراحل التقسيم ونعود إلى مراحل الوحدة شيئاً فشيئاً، ولتكون مساجدنا لله، وجماعتنا موحدة، وجمعتنا قائمة، كما امرنا ربنا وكما نشأنا عليها.

🔻للمزيد تابعونا على تيليجرام: 
https://t.me/alkhalas

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق