دعا سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 9 ذي الحجة الحرام 1443هـ الموافق لـ 8 تموز 2022م، المسلمين جميعاً إلى التهيؤ لأداء نسك عيد الأضحى المبارك وهو يوم غد السبت، ومن أهم النسك هو ذبح الاضاحي، فمن تمكن من ذبح اضحية عنه وعن نفسه وعن عياله فليفعل، مشيراً إلى انه من السنة الشريفة أن يأتي المؤمن إلى صلاة العيد فلا يأكل شيئاً، وبعد ان تنقضي الصلاة يذهب ليذبح أضحيته ويفتتح افطاره بشيء من لحمها، فيوزع ثلث منها كهدية، وثلثاً آخر للفقراء، وثلثاً له ولعياله، داعياً سماحته إلى أن يكون هذا العيد مباركاً جامعاً للشمل ولوحدة الأمة إن شاء الله تعالى.
وبيّن سماحته بأن اليوم الجمعة الذي نحن فيه هو يوم عرفة بالنسبة للحجيج، حيث يقف الحجيج في صعيد عرفات ليؤدوا ركن الحج الأعظم، وهذا الركن هو الأصل كما قال رسول الله (ص): (الحج عرفة). ويتميز هذا الموقف بأنه يجمع كل أصناف البشر في وقت واحد وفي مكان واحد كلهم وقد خلعوا ما عليهم من لباس ولبسوا لباس الاحرام، واصفاً هذا الموقف بأنه أعظم موقف للأخوة الإنسانية والمساواة، مبيناً بأن هدف الإسلام أن تجتمع البشرية كلها وتلتقي مع بعضها البعض من دون فوارق بين شخص وآخر، لافتاً إلى أن هذا الاجتماع لا يكون على الأمور الانفعالية والشخصية والعبثية، بل الاجتماع يكون على أساس ارتباط البشر بخالقهم سبحانه وتعالى وعبادته وحده.
وقال سماحته: ان من أحكام صلاة عيد الأضحى أن يكون الاجتماع بصلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً كما فعل رسول الله (ص) وان تكون فيها خطبة، ولكن للأسف الشديد الخطب في هذا الزمان تغيرت، فبعد أن كان يلقي الخطبة شخص في موقف الإفتاء يتسم بالعلم او هكذا كان يظهر ويعرف، نجد الآن بأن الخطبة بدأت تعطى لأناس يمثلون الانحياز السياسي للسلطات التي انحازت إلى المشاريع المعادية للأمة بشكل عام ومنها مشاريع التطبيع.
وتابع سماحته قائلاً: ان من اهم اهداف اجتماع يوم عرفة ان يكون لمصلحة الامة وتقوية شوكتها وتوحيد صفوفها ضد اعدائها، لكنّ المشرفين عليه اليوم ينحازون به باتجاهات بعيدة عن مصالح الامة او باتجاهات أعداء الامة، فقد اشيع انه تم تعيين خطيب ليوم عرفة وهو من تحدث عن التآخي مع اليهود وذهب ليبكي على الضحايا في الهولوكوست اليهودي الذي صنعه الأوربيون مبرراً صنع الصهاينة للهولوكوست العربي الفلسطيني. علماً ان علماء الديار المقدسة قد اعتبروا كلامه ذاك ردة عن الدين "في إشارة إلى كلام أكبر علماء الهيئة العليا في الجزيرة العربية".
وتابع: فتصور أن شخصاً في رأي فقهاء الحجاز والجزيرة العربية مرتداً عن الدين هو الذي يلقي خطبة يوم عرفة!!، فهذا ان دل على شيء فيدل على مقدار الانهيار الداخلي في تركيبة هذه القيادات التي آثرت ان تلتحم مع الأعداء ولا تتعامل او تتعاون مع الأمة وابنائها.
وفي الشأن السياسي الداخلي قال سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله): ان هنالك قلق عند كثير من الناس عن مستقبل الأحداث في العراق، وهنالك أصوات نشاز تدعو إلى التهييج والاستعداد واستغلال الأوضاع لمصالح معينة والى اثارة الفتنة، داعياً الشعب العراقي بكل اطيافه إلى الاستعداد بشكل دقيق لمواجهة هكذا أفعال وتصرفات، من خلال رصد هذه الأصوات والتحركات وان يرفض التعامل معها وان يكشفها وان يفضحها وان يدين القائلين بها، وان يعمل الجميع بمن فيهم من تورط في المشروع السياسي على تجنيب العراق مثل هذه الصراعات سواء كانت باسم الطائفية او الفرق والجماعات أو الأحزاب حتى داخل الطائفة الواحدة، مبيناً ان هذا الجهد يجب أن يمارسه كل العراقيين.
وأضاف: في السابق عندما كانت تأتي فتنة او موجة معينة كان ينحاز إليها بعض الناس او يتورطون فيها، ولكن الآن في مرحلة الوعي المفروض إذا جاءت هكذا أصوات يجب ان يتحرك الناس ضدها وأن يحجموها وان يوقفونها عند حدها.
🔻للمزيد تابعونا على تيليجرام:
https://t.me/alkhalas
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق