المرجع الخالصي يدعو القوى المخلصة التي لم تتورط في مشروع الاحتلال ان تبادر لإيجاد محور لإنقاذ العراق من الانسداد الذي يمر به

 
أشار المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 5 شوال 1443هـ الموافق لـ 6 أيار 2022م، إلى ضرورة تهيؤ واهتمام المسلمين إلى موسم الحج كعبادة جامعة للأمة تعقب موسم الصيام، حيث تبدأ أشهر الحج من شهر شوال المكرّم الذي نحن فيه، مبيناً ان هذا كله هو تأكيد على قيام الامة الواحدة التي يجب ان تتبع منهج الأنبياء والرسل، كما أشار إلى ذلك ربنا سبحانه وتعالى (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ 
فَاعْبُدُونِ) الأنبياء:92، وفي آية أخرى (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون:52.

وأكد على ان واجب العلماء هو توعية الأمة لتعود إلى موقعها الطبيعي في الوحدة والاتحاد ضد اعدائها، ومن واجبهم ايضاً هو الوقوف بوجه المخططات التي تمنع قيام الامة الواحدة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، وقد شهد العالم كله كيف وقف الملايين من المسلمين في كل أنحاء العالم من موسكو إلى لندن ومن الصين إلى أوروبا وامريكا، إضافة إلى بلاد المسلمين كافة لكي يدعو البشرية عملياً ومن خلال العبادة الصحيحة في صلاة عيد الفطر إلى اممية إسلامية شاملة لكل البشر.

وأضاف: ان تاريخ هذه المخططات بدأت بتقسيم عرقي وطائفي، وما يجري اليوم في العراق هو تطبيق حقيقي لهذه المخططات التي تمنع من قيام ائتلاف وطني عراقي يُدير العملية السياسية بعد تخلصيها من سيطرة اللوبي الأمريكي والاجندات الغربية عموماً.

وتابع قائلاً: ان العملية السياسية اليوم تمر بمرحلة انسداد لم يسبق له مثيل، وعلى القوى المخلصة التي لم تتورط في مشروع الاحتلال ان تبادر للتأثير الواقعي والعملي في إيجاد محور في هذا الشعب يمكن ان يتولى زمام الأمور لإنقاذ العراق من هذا المخطط الفظيع الذي وُضع له.

وأشار قائلاً: قد يكون هنالك من هم في داخل العملية السياسية من يرغبون بتحقيق هذا الهدف سواء ممن اخطأوا سابقاً او لم يخطئوا، وهذا ايضاً لا يسمح به الامريكان ومن معهم بفعل هذا الشيء؛ لأنهم يعملون على خلاف المنهج الرباني الذي يدعونا إلى الوحدة وإلى التكاتف وإلى خدمة مصالحنا في ظل شرع الله تعالى وعبادته سبحانه، بينما هم يريدون ان تكون هناك امة ممزقة وشعب ضعيف وحكومة مكبلة لا تستطيع ان تفعل شيئاً، وجماهير مغيبة وتائهة.

ولفت إلى تداول أخبار تفيد بوجود مؤامرة عسكرية "أي انقلاب عسكري" تقوم به الولايات المتحدة للسيطرة على الأوضاع في داخل العراق، سواء كان هذا صحيحاً او غير صحيح فالأمور في العراق هي خاضعة للإرادة العسكرية الأمريكية الظالمة والطاغية، وهي التي تعيق العمل من اجل العراق ونهضته، وهذا الانقلاب إن حصل فسيكون فاشلاً حتماً ولن يضيف الّا ازمة وخراباً إلى الواقع السيء كحال الاحتلال الأول والذي اسموه "التحرير".

وفي الشأن الإقليمي العربي أشاد سماحته بالحراك الشعبي العظيم والرائع في فلسطين الذي يريد إسقاط مشروع التقسيم المكاني والزماني للقدس الشريف، داعياً إلى وجوب التحام جماهير الامة العربية والاسلامية بشكل كامل مع جماهير الشعب الفلسطيني لكي نصل إلى محور أممي جامع يسقط هذه المحاولات وهذه المؤامرات.

وفي الشأن الدولي تساءل سماحته عن مصير الأزمات وإلى اين انتهت الحروب الجارية في أوكرانيا وفي أوروبا عموماً والصراع الخطير الذي يكاد يعصف بكل السياسة العالمية التي أرادوها والتي خططوا لها؟

وبيّن سماحته: ان ما يهمنا هو أن ينشأ محورٌ إسلامي أصيل يضم العرب وغير العرب وينفتح على البشرية كلها في سبيل تحقيق أهداف الإنسانية الخيرة في هذا الطريق وفي هذا السبيل، وهذه المسألة هي من المسائل الجوهرية التي يجب أن يُلتَفت إليها، مؤكداً بأن علماء الإسلام هم المسؤولون اولاً مع الأمراء والزعماء وشيوخ العشائر بالذات الذين لهم دور كبير في تحقيق هذه المطالب بعد التحرر من الانانية والالتصاق بالشيطان والعياذ بالله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق