المرجعان الخالصي والمدرسي يدعوان إلى عمل وطني يشكل محوراً يعلن فيه ادانة كل ما جرى في العراق بعد الاحتلال

 
زار سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) والوفد المرافق له، سماحة المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) في مكتبه بكربلاء المقدسة.

وجرى خلال الزيارة الحديث عن العديد من المواضيع التي تهم الأمة الإسلامية بصورة عامة والوضع السياسي في العراق بشكل خاص، والتأكيد على ضرورة رص صفوف الامة الإسلامية والأمة العراقية وتوحيد كلمتهم لتفويت الفرصة على الأعداء الذين يتربصون بالأمة الإسلامية، كما جرى التأكيد على ان الذين في السلطة اليوم وإن كانوا ينتمون للطائفتين السنية او الشيعية، إلا إنهم لا يمثلون الطيف السني او الشيعي مطلقاً.

ودعا سماحة المرجع الخالصي (دام ظله) إلى ضرورة ان تتصدي المؤسسة الدينية وعلمائها العاملين لمواجهة المشروع الضخم الذي يحاول سرقة شبابنا وهويتنا الإسلامية وديننا الحنيف.

 وتابع قائلاً: من المرويات الصحيحة في السيرة الشريفة روي ان صلح العالِم صلح العالَم، وعليه فإن الامة الإسلامية عموماً والعراق بشكل خاص بحاجة إلى ان تستمع إلى توجيهات علماء الدين الذين ينبهون ويحذرون من مخاطر محاولات بعض الساسة من تحويل الخلافات إلى أزمات كبيرة تضر بمصلحة البلد.

ولفت سماحته إلى ان الذي لا يملك القدرة على الحوار مع السنة وهو شيعي، او مع الشيعة وهو سني، لن يتمكن من الحوار حتى في داخل طائفته، بل سيتفجر وينقسم في الداخل، وهذا ما يحصل اليوم وما نراه اليوم. 

ودعا سماحته إلى العمل بشكل جدي وجماعي لإخراج العراق من الحالة القائمة فيه بشكل خاص والأمة الإسلامية بشكل عام، من خلال دعوة لاجتماع مئة شخصية من كبار شخصيات العراق ومن علمائهم ومن جميع أطياف الشعب العراقي وليشكلوا محوراً يُعلن فيه الثوابت الوطنية الكبرى، ويعلن فيه بأن ما جرى ويجري في العراق لا يمثل لا السنة ولا الشيعة، درءاً لمخاطر حرب الاقتتال الطائفي الداخلي. 

كما ودعا سماحته إلى ان تأخذ المدن المقدسة دورها الريادي المشهود بحل الأزمات السياسية القائمة في البلد وفق الشريعة الإسلامية وبما يخدم مصالح الامة، مبيناً سماحته بان الكاظمية هي المدينة المقدسة الوحيدة في العالم الإسلامي كله التي تقع في عاصمة أحد البلدان الإسلامية، فيمكن ان تكون مركزاً متقدماً لأي حوار وعمل جدي من أجل العراق والامة.

ولفت سماحته إلى الكاظمية في محيطها السني الشيعي المختلط ولقاءها مع الاعظمية تشكل المفصل الأهم في عملية بناء نهضة إسلامية مشتركة تزيل كل هذا الغبش الموضوع على العالم الإسلامي، مؤكداً بأن هنالك خطة مدروسة لإعادة الدور العلمي والسياسي والتاريخي المشهود والمعروف إلى مدينة الكاظمية المقدسة ومن خلال احياء حوزتها العلمية العريقة.

ومن جانب آخر رحّب سماحة المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) بسماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) والوفد المرافق، واستذكر المواقف التاريخية للعمل الإسلامي في المهجر في مواجهة النظام الجائر السابق، مؤكداً على الدور العلمي والتاريخي لمدينة الكاظمية المقدسة، وضرورة ان يكون لها الدور المركزي اليوم خاصة في ظل الظرف الراهن، لافتاً إلى ان من لا يستطيع الحوار مع اهل الأديان الأخرى فلن يتمكن من الحوار في داخل الامة الإسلامية.

ودعا إلى تجديد المناهج الدراسية الأكاديمية بما يتلاءم مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، كما وحث على ضرورة تجديد المناهج الدراسية الحوزوية بما ينسجم مع ضرورات الحياة.

وبيّن أن التطور التكنولوجي والتقدم العلمي الذي يشهده العالم يحثنا على المضي في تغيير المناهج الدراسية أكاديمية كانت ام حوزوية لكي لا نتخلف عن ركب هذا التطور مع الحفاظ على مرتكزاتنا وثوابتنا الدينية والعقائدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق