أكد سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 15 شعبان المعظم 1443هـ الموافق لـ 18 آذار 2022م، على ان قضية المصلح الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملأت ظلماً وجوراً، من قضايا الفطرة النفسية والقضايا الإيمانية العقائدية، محذراً من الاندفاعات التي يراد لها ان تؤدي إلى الإيمان ولكن من خلال التجهيل والخرافة، فإن ردود الأفعال ستكون هي انكار المسلمات والحقائق والذهاب في النقاش حتى في الحقائق الثابتة.
وفي ذكرى الانتفاضة الشعبانية المباركة، لفت سماحته إلى ان الانتفاضة الشعبية الشعبانية هي امتداد لثورة العشرين الشعبانية، مؤكداً بأن انطلاق ذكرى ثورة العشرين والانتفاضة الشعبانية وقد حدثتا في يوم واحد، تدلان على نزعة الحرية والخلاص من الظلم والطغيان سواء كان داخلياً تابعاً او خارجياً احتلالياً، فكانتا مقدمات خلاص العراق وان جرت محاولات خطف وتحريف هذين الحراكين الكبيرين بملوثات الأنانية المغلفة بالطائفية البغيضة، وعلى كل حال فإن تلك الحركات هي التي مهدت وتمهد لعراق محرر متحد تحت راية رسالته المقدسة محافظاً على وحدة شعبه، مؤكداً الانتماء لامته؛ فإن مواقف البطولة ودم الشهادة لا يزول ولا يضيع.
وبمناسبة ولادة الإمام المهدي المنتظر (ع) أكد سماحته على ان كل الاخبار والروايات تؤكد خروج المهدي المنتظر في آخر الزمان ليحقق النصر لرسالة السماء ولتطبيق الآية الكريمة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة:33، وانتصار الإسلام سيكون في زمان المهدي المنتظر (ع) الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملأت ظلماً وجوراً.
وأضاف: ان الحاجة إلى العدالة تدل على وجودها حتماً في هذه الدنيا او في الآخرة، كما ان الحاجة الفطرية في وجودنا والوعد الإلهي بنصرة هذا الدين وسيادة الإسلام وحاكمية الرسالة وانتشار الشريعة ورفع رسالة التوحيد في الأرض، تسوقنا إلى نهاية حتمية بأن هذا الأمر سيكون وسيتحقق بإذن الله تعالى، ونحن نعتقد بأن الذي سيتحقق الامر على يديده في تماميته وفي كماله المطلق رجل من اهل بيت محمد (ص) وهو المهدي المنتظر (ع).
ونفى سماحته إمكانية ان يمكن ان ينفى وجود قضية الإمام المهدي المنتظر (ع) فالروايات فيه قطعية، والايمان بوجود المهدي ثابت في روايات النبي (ص) والائمة (ع)، ثبوتاً قطعياً، فضلاً عن الفطرة الداخلية، كما هو ثابت في بشارات الأنبياء من قبل رسول الله (ص).
وتابع قائلا: ان من علامات ظهور الإمام المهدي المنتظر (ع) هي تسلّط اهل الكفر وظهورهم في الأرض، وانتشار الفسق والفجور، وشرب الخمور، وانتشار الميسر، وعدم الشعور بالخزي والعار من الدعارة، وكثرة حضور النساء في المنتديات العامة.
وبيّن: ان كثرة حضور النساء تعني تواجدهن بشكل أكبر مما سبق، وهو ما يطلق عليه اليوم بعنوان "تمكين المرأة"؛ وتفسيرها هو تسليط النساء على الرجال بالانحراف والباطل وليس بالحق والاحترام، فنحن نشأنا في بيوتنا وجدنا النساء محترمات مكرمات بل وحاكمات، بمعنى إذا قالت احداهن من كبار النساء واوقرهن شيئاً فلا يردهن أحد من الأزواج او الأولاد، ويكفينا ما نعلم من سيرة رسول الله (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وهل من تمكين المرأة وجود السيدة فاطمة الزهراء (ع) في حياة رسول الله (ص)؟، وأيّ تمكين أعظم من هذا؟؛ من يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، هل يوجد تمكين أعظم من ان تحمل زينب بنت امير المؤمنين (ع) رسالة الدم والشهادة والبطولة والوعي والإيمان في تلك الواقعة الرهيبة وتصل بها إلى نهاياتها؟، هذا هو التمكين الحقيقي الشريف، ومن يروّج لتمكين المرأة لا يريد هذا بل يريد التمكين الآخر.
وأكد على ان الله تعالى أراد منا ان نمهّد الأرض للإمام المهدي المنتظر (ع) بأن نحمل رسالة الإسلام ونعمل لتطبيقها بما نستطيع، من خلال الإيمان والدعوة الصالحة والعمل الصالح، وان نثبت على الرسالة لنقول للناس ان الإسلام هو دين الخلاص لأنه دين الله تعالى؛ وهو الدين الذي ختم الله به الرسالات، وان نقول للناس ان القرآن الكريم هو الكتاب الخاتم والذي لن يأتي بعده كتاب آخر، ويخرج إلينا وقد مهدت له الأرض، مؤكداً بأن هذا هو التمهيد الحقيقي للإمام المهدي.
وأضاف: ان مسألة تطبيق الإسلام في الدولة او المجتمع هو سبب الصراع القائم اليوم بين الامة وبين اعدائها، وإننا لنعجب من حتى من دعاة الإسلام السابقين فقد بدأوا يهربون من الدعوة لتطبيق الإسلام، وقد سلبت شجاعتهم، وأصبحت المصالح الخاصة تسحب الإنسان من موقعه الإيماني إلى الفراغ وإلى التيه وإلى الضياع، ومن يؤمن بقضية الإمام المهدي (ع) يجب ان يسعى لبناء دولة تحت راية الإسلام.
وقال: ان الموساد الإسرائيلي يعمل وبقوة في المنطقة، كما ان أحد الشخصيات السياسية الكويتية أكد ذلك بأن عناصر الموساد جاءت إلى الكويت في ليلة حركة القوات الامريكية لدخول العراق واعطتهم قائمة من الأسماء وهي تضم مجموعة من العلماء والمفكرين وشخصيات العراق المهمة، فإما ان يأتوا معكم وإما ان تصفوهم بالقتل والخطف والاعتقال.
ولفت قائلاً: إذا كان الموساد سنة 2003 موجود في المنطقة أفلا يعقل ان الموساد موجود اليوم في أربيل او في المناطق الآمنة في بغداد؟، علماً ان الامريكان أكدوا مراراً بأن حيثما يتواجد الأمريكان كان الموساد معهم. وهذا صحيح فهو جهاز مخابرات يعمل مع المخابرات الامريكية وعندنا في المنطقة أجهزة مخابرات تعمل مع المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، فهم شيء واحد، واليوم اكدت المصادر العديدة المحلية والدولية ومنها صحفية نيويورك تايمز بأن المكان الذي تم قصفه في أربيل هو من اهم مراكز تدريب الموساد والسيطرة في شمال العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق