خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الدولي الثاني للاعتدال ... المرجع الخالصي يحذر السياسيين من استغلال الدين لمكاسب شخصية

شارك المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، في المؤتمر العلمي الدولي الثاني للاعتدال والذي اقامته جامعة الانبار تحت شعار (الاعتدال في الخطاب طريقنا إلى السلام).
وقال المرجع الخالصي خلال كلمته في الجلسة الاولى والتي كان عنوانها: (استثمار التنوع المجتمعي والخطاب المعتدل في ترسيخ التعايش السلمي) في جامعة الانبار: ان التنوع المذهبي والمجتمعي هو حالة طبيعية، ولكن التعامل معها يختلف من وقت إلى آخر ومن بلد إلى آخر، فنحن في الكاظمية المقدسة لقاءاتنا مستمرة مع أهلنا في الاعظمية ولا يفصل بيننا سوى جسر واحد يسمى جسر الائمة، كما رفعنا شعاراً نعتقد بصحته في أوج مرحلة الاحتلال والتسلّط وقلنا: "لو اتحدت الكاظمية والاعظمية اتحدت بغداد، وإذا اتحدت بغداد قام العراق".
وأضاف: حين نبدأ بالخطاب والكلام يجب ان نكون واعين لما سيؤدي إليه هذا الخطاب، وهذه رسالة للسياسيين ممن يحاولوا استغلال الدين في الحصول على مكاسب شخصية ودعم شعبي، فالخطاب القرآني ينهانا عن الذين قاتلونا في الدين وحاربونا واحتلوا بلادنا وقتلوا أبنائنا، ولا ينهانا عن غيرهم، بل يأمرنا بالبر والإحسان إليهم. في إشارة لمن يدعو للصلح مع إسرائيل بدعوى انهم أصحاب دين، مؤكداً سماحته بأن هذا وهم كبير؛ لأن الصهاينة ليسوا أصحاب دين، بل الصهاينة سياسيون يريدون استغلال الدين لمصالحهم الخاصة، واليهود الحقيقيون يقولون بأن الصهيونية تعمل ضد الله تعالى، فنحن لا نتعامل مع من يعمل ضد الله تعالى.
ودعا إلى التفريق بين أصل الدين وبين استغلال الدين من قبل السياسيين، وهذا ليس طعناً في السياسية، بل هي دعوة إلى تبني السياسية التي يوجهها الدين ويعلمها لكي تكون سياسة خدمة للناس وليست سياسة استغلال؛ فاليهودية استغلتها الصهيونية، والمسيحية استغلها الاستعمار الذي يدعي الصليبية وهو لا يؤمن بالمسيحية، والإسلام استغله أناس ينتمون إلى الدين باسم الطائفية، وهذا أصبح واضحاً.
ورأى ان وظيفة هكذا مؤتمرات هي إرساء معالم أسلوب الخطاب الموحد وهو يبدأ من تعليم الأطفال في البيوت بأن هنالك امة واحدة قائمة باسم الإسلام، وان هنالك اديان أخرى احترمها هذا الدين، وبهذا نكون قادرين على انشاء جيل يستطيع ان يتواصل مع بعضه مستقبلاً.
ولفت قائلاً: نحن نشأنا في بيئة وجدنا فيها علماء بغداد والاعظمية في الكاظمية والمقدسة، وعلماء بغداد والكاظمية المقدسة في الاعظمية، وعلماء النجف يلتقون بباقي العلماء، وعلماء حلبجة يأتون بوفود كبيرة إلى بغداد وغيرها من المناطق العلمية؛ لأنهم كانوا صادقين في ايمانهم وحريصين على وحدة هذه الامة.
وأكد ان بعض علماء الدين اساء استغلال الدين، والسياسيون اساؤوا استغلال الدين، خصوصاً من صدّق بأطروحة المحتل وخدع بما قاله المحتل؛ فالمحتل لا يريد بنا خيراً، فهو لم يأتِ لينصف الشيعة كما زعم وصدّقه بعض الساذجين من الشيعة، ولم يرد انصاف السنة كما يقول بعضهم؛ لأن السنة والشيعة لا يحتاجون إلى محتل أجنبي لكي ينصفهم.
وفي الختام اعتبر تقسيم الوقف إلى سني وشيعي هو بداية المؤامرة على العراق وعلى الإسلام مؤكداً بأن قرار تقسيم الوقف وهو قرار أمريكي، كما لا ينبغي ان تكون عندنا مجمعات فقهية بما فيها المجمع الفقهي او الحوزة العلمية بعيدة عن بعض، والا سيكون التفرق وهو بداية السماح للعدو باختراقنا واحداث الفتنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق