خطيب مدرسة الإمام الخالصي: الحرب القائمة في أوروبا اليوم فضحت إنسانية الغرب الكاذبة والمزيفة


أشار فضيلة الشيخ علي الجبوري عضو الهيئة العلمية لمدرسة الإمام الخالصي خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 1 شعبان المعظم 1443هـ الموافق لـ 4 آذار 2022م، إلى ان التغيير في هذا الكون هو سنة إلهية، لافتاً إلى ان التغيير كمصطلح قرآني جاء ليعطي المسلم الحق منهجاً يستطيع من خلاله العودة إلى الله تعالى، وذلك من خلال التفكر والاعتبار وترك المعاصي التي تبعد الإنسان عن ربه.
وطرح سؤالاً مهماً للإجابة على الواقع الذي تعيشه البشرية اليوم، وهو لماذا يعيش العالم هذه الحالة من الضياع والفوضى والظلم والعدوان؟، وجواب ذلك: ان أهل الشر هم الذين يقودون العالم، وهذه هي نتائج هذه القيادة، فلو قادها أهل الخير لعمّ النعيم والاستقرار والرخاء والمحبة بين الناس.
وقال: ان الفطرة السليمة للإنسان هي فطرة التوحيد ولكنه بارتكابه للمعاصي يبدل هذه الفطرة فيعيش الظلم والعذاب والضياع والله سبحانه وتعالى يقول: (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) الروم:30.
وتساءل قائلاً: نحن كأمة هل بدلنا دين الله تعالى؟ وهو سؤال لابد من الإجابة عنه، فالتبديل هنا ليس بتغيير عنوان الدين، بقدر ما هو سلوك الانسان في هذه الدنيا، وتعامله كصورة من صور التبديل، هو تبديل الحلال بالحرام والحرام بالحلال.
وتابع: ومن زاوية أخرى لو نظرنا إلى التبديل في خلق الله تعالى نجد ان التبديل الحسيّ لخلق الله تعالى شاهد عيان امام ما نراه اليوم من ظاهرة التخنث والميوعة ويقابله الترجل لدى النساء، وكل ذلك صورة من صور الاستجابة لنداء الشيطان وتسويلاته، فلا يمكن للأمة ان تصل إلى عزتها ورفعتها وسعادتها ما دامت تستجيب لدعوات الشيطان وغوايته؛ الذي دعاهم وامرهم بتغيير خلق الله تعالى، ومن صور خلق الله في التغيير هو التغيير في دينه عندما قال: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) النساء:119.
واضاف: ان تغيير نعمة الله تعالى هي احدى وسائل التبديل المذكورة في القرآن الكريم، فالله تعالى يقول: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الانفال:53، فحالة البؤس والحرمان والحروب التي تعيشها المجتمعات سببها انهم كفروا بأنعم الله تعالى فأذاقهم الله تعالى نتائج هذا التغيير بما نراه اليوم من حالة الفوضى والضياع.
وتابع: ان تغيير ما بنفس البشر لابد أن يكون هو المنطلق الأول في حركتهم تجاه ربهم فربنا يقول وقوله الحق، فالله تعالى يقول: (نَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد:11، فتغيير ما بالنفس يراد به تغيير ما بها من الاعمال والاحوال والأخلاق وقت تلبسهم بالنعم، ومجانبة هذه النعم من خلال الكفران بهذه الانعم واهمال أوامر الله تعالى ونواهيه.
وقال: على المستوى السياسي نجد ان الساسة قد بدلوا نعمة الله تعالى في الامن والأمان وحولوها إلى حالة من الفوضى والضياع والحروب، وهو خلاف ما اراده الله لنا (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..) الحجرات:13، فالغاية من هذا الجعل هو التعارف والتعاون، فما تعيشه أوروبا اليوم من معارك طاحنة بين دولتين خير دليل على حالة الضياع والتغيير في نعمة الله تعالى.
وتابع: ان احداث روسيا وأوكرانيا الأخيرة قد فضحت إنسانية الغرب الكاذبة والمزيفة عندما يتباكى الجميع على ما يجري هناك، ونسوا انهم سكتوا لسنوات طويلة على ما جرى ويجري في بلداننا العربية والإسلامية، فلا ضير كونك عربي او مسلم ان تهجّر او ان تقتل او تجرّب عليك الأسلحة بكل اشكالها وانواعها، فكل ذلك مقبول في قاموس السياسة الغربية، التي كشفت حقيقتها هذه الحروب والويلات الحالية.
وفيما يتعلق بالشأن العراقي قال الشيخ علي الجبوري: ان دوامة الفشل والضياع لازالت هي العنوان الأبرز في مسيرة العملية السياسية الاحتلالية وساستها الفاشلون، فلا خير فيها ولا أمل للشعب العراقي من خلالها، فالمخالفات القانونية لا تنتهي في العراق وآخرها إعادة فتح باب الترشيح للمرة الثالثة لرئاسة الجمهورية، وحصر الترشيح سياسياً بين حزبين كرديين كبيرين وعدم السماح للأطراف الأخرى بالترشيح، فهي حصة كردية وخاصة لجهة دون جهات أخرى وهذا فشل ذريع لا يؤدي إلّا الى ضياع جديد للعراق.
وأكد قائلا: ان لا نجاة للعراق إلا بعملٍ عراقيّ خالص من خلال عملية سياسية وطنية يقودها أبناء العراق يعيش فيها العراقيون تحت مرتكزات ثلاث: وحدة العراق وهويته واستقلال قراره السياسي عن سلطة الأجنبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق