المرجع الخالصي يحذر من حرب أهلية داخلية نتيجة صراع أحزاب السلطة على المغانم والمناصب


أكد سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 14 ربيع الثاني 1443هـ الموافق لـ 19 تشرين الثاني 2021م، على اننا في هذا الزمان امام مواجهة شديدة لا تختلف عما عاشه الصالحون عبر الأزمنة السالفة، سوى اختلاف الأدوات، فكم من رجال يعيشون في جوار الائمة، لا يصلّون و انحرفوا إلى الأفكار اللادينية والالحادية، او منهم من يهرّب الخمور سراً خوفاً من الناس وليس خوفاً من الله تعالى، فإذا كانت المدن المقدسة، غير محصنة من عوامل الانحراف، فكيف بالمدن الغربية او الشرقية التي لا تعيش دعوى الانتماء للدين.

وأضاف: ان الهزيمة عندما تكون في طاعة الله تعالى خير من نصر في معصيته، والموت في سبيل الله خيرٌ من حياة في سبيل الشيطان، وان تكون مع أمتك ولو كنت قليلاً في عددك خيرٌ من ان تكون مع عدوك ولو كثر عددك.

ودعا إلى ان يسأل الإنسان قلبه، هل يحب الدنيا، ام يحب الله تعالى، وهل يحب جمع المال مع معصية الله ام الفقر مع طاعته، وهل يحب المنصب ولو كان مع أعداء الامة ام يتخلى عنه ويقف في معسكر أبناء الامة؟!؛ فكل إنسان له قلب يرشده، والكارثة تكون عندما لا يسمع قلبه وهو يقول له كن مع الله، ولا تكن مع الشيطان، وهم أناس آخر الزمان دينهم دنانيرهم قبلتهم نساؤهم واموالهم ومناصبهم.

وفيما يخص بعض الدعوات الرامية إلى توحيد الديانات أكد سماحته على عدم صوابية القول بأن الديانات كانت أصلها شركية ثم جاءت دعوات التوحيد؛ بل الأصل في البشرية انها كانت على فطرة التوحيد ولكنها انحرفت واشركت فجاء الأنبياء لإعادتها إلى فطرتها الأولى، وعبادة الله الواحد الاحد.

وتابع قائلا: الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً، ودعوات الديانة الابراهيمية هي واحدة من الدعوات لا غاية لها سوى تشويه الدين إن لم نقل القضاء عليه، والله سبحانه وتعالى يقول: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران:67.

وفي الشأن السياسي المحلي أكد المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) ان الوضع في العراق يعيش في حالتين؛ أحدهما في أحسن احواله من حيث وعي الناس؛ حيث انهم انتبهوا إلى مخاطر ما يجري وثبت لهم فساد العملية السياسية، وهذا يوجب عليهم التحرك من أجل إحداث التغيير الحقيقي لهذا الواقع الفاسد. ومن جانب آخر فهو في أخطر أحواله لما يجري من صراع لأحزاب السلطة على المغانم والمناصب قد يؤدي إلى حروب داخلية والعياذ بالله.

وأضاف: ان الامة التي تقف مع الحق يجب ان تكون دائماً في حالة توجيه وتنبيه من مخاطر الفتن ووجوب العمل على وحدة الموقف بعيداً عن المشروع السياسي الفاشل والمخططات الشيطانية التي ترسمها السفارات المعادية في العراق، وعليهم ترك الاهواء والاطماع وفتنة المناصب والعمل من اجل العراق وشعبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق