محذراً من مخططات الاندساس الاستعماري:المرجع الخالصي يصف محاولات بعض مراكز الحوار السياسي لتغيير الصورة النمطية للأحزاب الحاكمة باليائسة

أكد سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 25 محرم الحرام 1443هـ الموافق لـ 3 أيلول 2021م، ان الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) كان في زمانه يمثّل الامة ويعلمها ويقودها ويهديها إلى الصراط الحق، وكان (ع) أينما ذهب وأينما حل التجأت إليه الناس وتعلموا منه أمور حياتهم ودينهم، فوصفه بعض علماء المسلمين بأنه جمال الدنيا وسراج الإسلام؛ لما ترك في هذه الامة من أثر طيّب لكي تبقى الامة ثابتةً على مسيرة الحق.
وأضاف: ان الإمام السجاد (ع) بصبره وبما تحمل من آلام؛ واجه مواقف السلطة الجائرة الفاسقة، والتدخل الخارجي الأجنبي الذي يريد صرف الامة عن هدفها الأساسي، والترف الذي أصاب الناس بعد عصر الفتوحات، ودخول الأفكار والمدارس التي فتح الإسلام بلادها وهدى شعوبها وابناءها لكي يدخلوا في الإسلام.
وتابع قائلاً: ان الإمام السجاد (ع) أكمل مسيرة جده الإمام علي (ع) في مواجهة الاخطار التي تجابه الأمة، فحين جابهت الدولة الظالمة في زمن الإمام السجاد (ع) اخطار الاحتلال الأجنبي دافع عنها وساندها لكيلا تسقط بيد أعداء الإسلام.
وقال: كان حكّام ذلك الزمان يتصاغرون امام الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) حتى وهو مكبّل في الاسر بعد كربلاء، فقد لجأ عبد الملك بن مروان إلى الإمام السجاد (ع) عندما هدد الروم كيان الدولة الإسلامية، قال للإمام السجاد (ع): أنقذ أمة جدك محمد (ص)!، فما كان للإمام السجاد إلّا ان يقف مع الدولة الإسلامية لمواجهة الروم ومخططاتهم، ولم يقل له: انت ابن قاتل ابي، او اذهب إلى الجحيم وليأتِ الروم وليحررونا وليقيموا لنا دولة ديمقراطية، فبقاء الإسلام هو بقاء المسيرة الحقيقية. 
وتابع قائلاً: ان رسالة الحقوق المشهورة للإمام السجاد (ع) هي رسالة مهمة جداً؛ لأنها تتحدث عن الحقوق الكاملة لكل صنف من البشر من هذه المجتمعات التي نعيشها، وفيها جوهر حقوق الانسان وكرامة الانسان، ويجب على عامة المسلمين ان يتزودا منها وان تكون هي البوصلة في حياتهم العامة.
وفي الشأن السياسي المحلي، قال سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله): ان من يخلص عمله لله تعالى يحفظه الله تعالى في الدنيا وفي الآخرة، فعندما نريد ان نعكس واقع الإيمان والثبات على واقعنا المعاصر، يتبين لنا ان ولاء الظالمين، والاستناد إلى الكافرين، وخدمة أعداء الإسلام، ومحاربة الدين، وتمرير مخططات محاربي الدين، يُخسرنا رضا الله تعالى اولاً، ثم الوقوع في مسألة الشرك وعبادة غيرة الله تعالى. (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) هود:113.
ودعا سماحته إلى الانتباه والاتعاظ والاعتبار من تاريخ الأمم السابقة والمعاصرة، كما قال عزو وجل في كتابه العزيز (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) يوسف:111، فالميل إلى قوى الظلال والكفر في العالم لا يعز الأمة ولا ينصرها، وانما يذلها ويخذلها في الدنيا والآخرة، فالذي يتغطى بقوى الاحتلال والاستعمار كمن لا لباس له فهو عارٍ، وما جرى في أفغانستان خير دليل وشاهد..
وفي سياق متصل حذر سماحته من مخططات الاندساس الاستعماري التي تجري في صفوف الامة الإسلامية، فإن من أهم مهام الاندساس هي خلق الفتنة الطائفية بين المسلمين، او الفتنة القومية بين الكرد والعرب وغيرهم من القوميات، والخلط بين المدسوس والمخلص، فهم يحاولون تشويه صورة المخلص من خلال أفعال المندسين، وهذا ما يجري حتى داخل صفوف المؤسسة الدينية في عموم العالم الإسلامي، لكن لا يعني ذلك ان يتخذ ذريعة للطعن في العلماء والمراجع كما يفعل بعضهم الآن، فهؤلاء المندسون يتجسسون على العلماء والمراجع لخلق الفتن بينهم، مؤكداً بأن المستفيد من هذه القضية هو الاستعمار، فالعدو يدس جواسيسه في الوسط المعادي ليتحكم به ويؤثر عليه؛ لذلك نحتاج إلى وعي شديد لننتبه لهذه الأمور.
وفي نفس السياق وصف سماحته ان محاولات بعض مراكز الدراسات والحوار السياسي التي تدور حولها دوائر الريب والشك بانها محاولات يائسة بائسة، فبعض محاولاتهم عقد جلسات للحوار السياسي حظر فيها كل قيادات الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، في محاولة لتغيير الصورة النمطية لتلك الأحزاب المتسلطة على الحكومة، وليتم خداع الناس بهذا التغيير الشكلي المزيف، فتحركات هذه المراكز مكشوفة ولا يمكن تمريرها على الواعين من أبناء امتنا.
وختم سماحته خطبته داعياً إلى ضرورة التمييز بين ما يريده العدو من مخططاته وبين ما تريده الامة لخلاصها، فالاندساس الذي نحذر منه تمثل هذه الايام في الاستقبال والترحيب الكبير برؤساء دول اجنبية أعلنت موقفها الحاقد على الإسلام، او استقبال سفراء دول محتلة في داخل العتبات المقدسة في الكاظمية المقدسة وفي النجف الاشرف وفي كربلاء المقدسة، وفي مسجد الامام ابي حنيفة النعمان وفي مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، داعياً إلى عدم الغفلة عنهم ولا القبول بتقييمهم للمسلمين لأنهم يشوهون صورة المسلمين من خلال هذه الممارسات؛ فتقييم المسلم لا يكون إلا على ضوء تمسكه بقيّم واحكام الإسلام وسنة الرسول (ص) الذي اساء إليه هؤلاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق