المرجع الخالصي: الانتخابات في العراق تدار على عين المحتل وادواته، والعملية السياسية بنيت على ان لا تؤدي إلى قيام دولة تستطيع ان تخدم الشعب العراقي


دعا المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 18 محرم الحرام 1443هـ الموافق لـ 27 آب 2021م، إلى الثبات على مسيرة الإيمان في السلم والحرب ومهما تغيرت الظروف، نعم الثبات في مرحلة الحرب أشد من وأصعب فالقلوب تتزلزل وهذا ما أشار إليه القرآن (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة: 250. بينما المنافقون عندما رأوا الأحزاب بيّن عليهم النفاق جلياً، واظهروا عدم ثقتهم بالله (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) الأحزاب:12. (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب:22). 
وأكد على ان الثبات أمام المغريات وأمام فتن الدنيا أمر مطلوب أيضاً، وهذا ما تجلى في كل معارك الإسلام الفكرية والثقافية والاقتصادية، وهذا ما نشاهده الآن في حصار المجاهدين والمقاومين وما نشاهده في مدرستنا (مدرسة الامام الخالصي) التي منّ الله عليها أن تكون قلعة من قلاع  المقاومة والجهاد في سبيل الله. الأمر الذي دعا الأعداء إلى محاصرتها إعلامياً واقتصادياً وثقافياً، ولكن نعمة الثبات على الحق وعدم التزلزل التي حبانا الله وحبا المقاومين بها هي التي ستهزم الأعداء وهي التي تحول بينهم وبين ما يريدون.
واستدرك قائلا: ان ما جرى في معركة كربلاء تجسيد حقيقي لمسيرة الايمان والثبات عليه، فثبات الإمام الحسين (ع) بشخصه العظيم، وثبات أهل بيته وأصحابه فيه من القصص العظيمة والمدهشة بل والاستثنائية أقول فيها سلوة للمجاهدين والمقاومين الصابرين، وكلام علي الأكبر عليه السلام خير دليل على الثبات؛ حين قال له الحسين (ع): لقد اصابك المكروه يا بني، فيجيب علي الأكبر: أولسنا على الحق؟!، فقال الحسين (ع): بلى والذي إليه مرجع العباد، فقال علي الأكبر: إذا لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا فهذه هي المعايير الرئيسية لأهل الإيمان في الثبات على الحق والتحرك في سبيله.
وقال: ان المسيرات العاشورائية يجب ان تظهر لتدعو الأمم والعالم اجمع إلى كتاب الله والسيرة النبوية وإلى ذكرى الحسين(ع)، وإلى التفاعل مع التضحيات العظيمة التي قدمها النبي (ص) وأهل بيته وخصوصاً في كربلاء، على ان تكون هذه مقدمة لفهم الدين والتمسك به والعمل بالحق، ولكي لا ننخدع بالسياسات التي تغطي على جرائم الحكومات بدعوى انهم يفسحون المجال امام قيام الشعائر.
وأضاف: ان معركتنا الكبرى اليوم هو الحفاظ على الدين لكيلا تندرس معالم الإيمان، كما حصل في أوروبا وغيرها، ولكن الحمد لله الإسلام يظهر من جديد.
وفي الشأن الاجتماعي والمحلي العراقي دعا المرجع الخالصي (دام ظله) إلى عدم الانجرار إلى مزالق الشيطان التي تزعزع الثبات والايمان خصوصاً مواقع (التمزق) الاجتماعي، محذراً من الفتن الأخلاقية وغير الشرعية التي تحصل على هذه المواقع بدءً من الاستجابة إلى طلبات الصداقات المجهولة مروراً بالأحاديث الهاتفية الغرامية غير الشرعية وصولاً إلى الفساد الاجتماعي وتفسخ العائلة والقتل والجريمة وإلى الشكوك التي تحصل في المجتمع وهي من وسائل الشيطان.
كما ودعا سماحته إلى وجوب تقوية الروابط الاجتماعية كما في السابق، محذراً فئة الشباب من البنات والأولاد من الانجرار إلى المزالق الخطيرة التي تزعزع الإيمان، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي بما هو نافع وصالح.
وفي الشأن السياسي المحلي قال سماحته: ان ما جرى ويجري في العراق هو بالضبط ما كان مكشوفاً وواضحاً منذ البدايات، فموضوع العملية السياسية واستمرارها والانتخابات وغيرها قد بيّنا الرأي فيها مراراً وتكراراً حتى ضجرنا وهرمنا بسببه، ولكن ما نؤكد عليه اليوم هو بأن لا حل في انتخابات تدار على عين المحتل وأدواته، وان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق هي غير مستقلة وغير نزيهة، فهي مكونة من الأحزاب الحاكمة وهي تابعة للأجانب، وإذا كانت مستقلة فهي مستقلة عن إرادة الشعب العراقي.
وتابع قائلاً: الجهات السياسية نفسها عكفت وعزفت عن المشاركة في الانتخابات وكثير منها اظهر الانسحاب، لكن الغريب ان بعض المنسحبين هم ما ملكوا شيئاً حتى هذه المزيفة لكن يريدون ان يظهروا أنفسهم مع إرادة الشعب العراقي، فيوم شاركوا لم يحصلوا على شيء، ويوم دخلوا في جبهات مع بعض القوى الإسلامية بعملية خداع واضحة حصلوا على بعض الأمور التي لا تنفع او لا تستطيع ان تغير.
وأكد على ان العملية السياسية في العراق بنيت على ان لا تؤدي إلى قيام دولة تستطيع ان تخدم الشعب العراقي، بل بنيت على ان تؤسس لتكون دولة فاشلة وهذا هو المخطط، داعياً الذين اظهروا عدم المشاركة في الانتخابات إلى الثبات على رفض الانتخابات والعملية السياسية وافرازات الاحتلال حتى يأتي الله بالفرج وأمرٍ من عنده.
وبيّن سماحته ان أسس المشاركة في العملية السياسية او الانتخابات يجب ان تكون مبنية على الثوابت الثلاث الرئيسية الكبرى، وهي وحدة العراق، واستقلال العراق، وهوية العراق.
وأوضح قائلاً: ان وحدة العراق تعني الحفاظ على وحدة العراق ارضاً وشعباً وعدم التفريط بأي شبر منه، ورفض الطائفية والمحاصصة.
وأضاف: استقلال العراق يعني عدم الاتصال بالأجانب والخضوع لهم، ويكون النظر في مصلحة العراق اولاً.  
وتابع قائلاً: هوية العراق وتعني الحفاظ على هوية العراق الوطنية العربية الإسلامية، والحفاظ على هوية الإسلامية لباقي المكونات، وكل الأقليات الأخرى يجب ان تكون محترمة الهوية، والهوية الإسلامية للعراق هي الهوية العامة الشاملة والهويات الأخرى هي محترمة كما تحترم الهوية العربية للعراق بالنسبة للقوميات والأديان الأخرى؛ والإسلام قام بهذا الدور عبر التاريخ وإلى اليوم، هو الذي صان كل الأديان وحماها من ان تندرس ومن ان تضمحل ومن ان تضيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق