المرجع الخالصي ينتقد التعذيب والتغييب الذي يجري داخل السجون والمعتقلات مؤكداً بانها ممارسات قمعية ولا بد من وضع حد لذلك




المرجع الخالصي: ان أساس الفقه السياسي في نظرنا هو ضبط الموقف وترصين المسيرة

المرجع الخالصي ينتقد التعذيب والتغييب الذي يجري داخل السجون والمعتقلات مؤكداً بانها ممارسات قمعية ولا بد من وضع حد لذلك

قال المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 27 ذي الحجة الحرام 1442هـ الموافق لـ 6 آب 2021م: نحن على اعتاب شهر محرم الحرام ومع قرب انتهاء شهر ذي الحجة الحرام لسنة 1442هـ لابد من الإشارة إلى ان هجرة الإمام الحسين (ع) وعاشوراء هي استكمال لمسيرة النبي (ص) وهجرته.

ودعا الامة الإسلامية إلى الالتزام بما اجتمعت عليه الامة والاستمرار في الاجتماع عليه، لا ان نثير النقاش والأزمات فيها وفي مفاصلها من جديد؛ لأن هذا يدخلنا في دوامة الفتنة مرة اخرى كما يريد الأعداء. 

وأضاف: ان مسيرة الإيمان والجهاد تبلورت بخطى الأنبياء (ع)، وختمت بمسيرة وسيرة النبي المصطفى (ص)، وربنا وعدنا بالنصر في مفاصلها ومآلاتها، حيث قال الله تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) غافر:51، ووعدنا ربنا بظهور دينه في الأرض كلها، وواظب على هذه المسيرة آل النبي (ص) واصحابه والتابعون لهم إلى قيام يوم الدين، فكانت مسيرة علي والحسن والحسين (ع) استكمالاً لذلك الشوط الطويل، وجاءت عاشوراء بالذات لتشكّل قمة مسيرة التضحية والفداء لإعزاز هذا الدين وهو ما بشرنا به رسول الله (ص) وصار ضماناً لاستمرار الفداء في سبيل الله.

وفي الشأن السياسي الداخلي قال المرجع الخالصي (دام ظله): إن أساس الفقه السياسي في نظرنا هو ضبط الموقف وترصين المسيرة، مشيراً إلى ان الاهتمام في الفقه السياسي وبيان الرأي فيه ليس سوى أداءٍ للواجب ولسد الفراغ الحاصل في هذا الجانب من خلال إعطاء الموقف الشرعي الدقيق والصحيح من الاحداث التي تجري.

وتابع قائلاً: نحمد الله تعالى ان انتبهنا مبكراً إلى مآلات العملية السياسية وعدم الخوض فيها وفي كل افرازاتها، فلا يمكن ان نخطأ في موقف بنينا عليه ونشأنا فيه وعشناه خلال القرن الماضي في ظل مدرسته وعلمائه وائمته.

وأضاف: برزت في الفترة الأخيرة الكثير من الشواهد والدلائل المهمة حول عدم جدوى استمرار العملية السياسية حتى عند الذين تورطوا فيها، علماً ان هناك دعوات سياسية حول عقد مؤتمر وطني عام لإنقاذ العراق من هذه الازمة، نأمل ان يوفق كل عامل صادق في هذا المجال، وان نكون نحن قادرين على دعمهم واسنادهم للعمل على رسم الخطوط الواضحة كي لا يحصل إلتباس جديد او اختراق جديد.

وانتقد سماحته إجراءات التعذيب والتغييب التي تجري داخل السجون والمعتقلات قائلاً: ان أحد أسباب اعتراضنا على افرازات العملية السياسية انها لم تختلف في ممارساتها عما كان يجري على الشعب العراقي في ظل النظام السابق، ومنها التعذيب والتغييب الذي يجري اليوم في السجون والمعتقلات بدون توجيه التهم القضائية الواضحة، حتى وصل الأمر إلى موت الكثيرين او تغييبهم في السجون دون علم اهلهم ودون وجود جهات قضائية تدافع عنهم، وخير دليل على ذلك ما جرى في البصرة وبغداد كنموذج عن مئات وآلاف المعتقلين الذين اعتقلوا تحت ذرائع مكافحة الإجرام او الإرهاب، مؤكداً على ان هذه الممارسات هي ممارسات قمعية ستشمل كل الناس في ظل افتقاد النظام، ولابد من وضع حد لتلك الممارسات التي تفسح المجال للإرهابيين وتمددهم وتهيئ لهم الحواضن الغاضبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق