المرجع الخالصي: مطالب الجماهير الاساسية هي عملية سياسية وطنية عراقية مستقلة ترفض تسلّط القوى الاجنبية عليه


دعا المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 21 جمادى الاولى 1441هـ الموافق لـ 17 كانون الثاني 2020م، إلى استمرار الحراك الشعبي الضاغط حتى تحقيق المطالب، ورفض أي شكل من أشكال التلاعب بهذا الحراك سواء كان بأحياء موضوع الفيدرالية الزائف، او موضوع التقسيم الباطل، او بترشيح وجوه هي اصلاً محترقة وهي جزء من العملية السياسية الفاشلة، بل قد يكونون من افسد ما يكونوا فيها، وهذا هو المتركز الذي يجب ان يسير عليه المتظاهرون وعموم الجماهير.

وأضاف سماحته: يوم الجمعة؛ يجب أن يكون عندنا هو اليوم الذي يجمع عليه الناس في الحضور المميز في مناطق الاعتصام خصوصاً في ساحة التحرير في بغداد، ليرفعوا نفس الشعارات ونفس الاهداف التي ذكرناها مراراً ، وهي المطالبة بعملية سياسية وطنية عراقية ترفض المحاصصة والفساد والفاسدين، وترفض تسلّط القوى الاجنبية وتحمّل الاحتلال الامريكي مسؤولية كل ما جرى في العراق لحد هذه اللحظة؛ لكي لا يخدع الناس بمخاطر وهمية او واقعية جاءت بعد الاحتلال.

وأدان سماحته الهجوم الاجرامي الذي تعرضت له مدن الدجيل وبلد والعظيم من قبل القوى التكفيرية والارهاب، مشيراً سماحته إلى ان هذا يؤكد ان هذه القوى ما زالت باقية وتحت الاستخدام الامريكي لإخافة الناس من قضية اخراج قوات الاحتلال من العراق بكل اشكالها.

وبيّن سماحته ان موقفنا من دول العالم ككل وخصوصاً دول الجوار، هو موقف التعامل الندي الكفوء؛ فالعراق بلد مستقل يتعامل مع جيرانه وفق المصالح المشتركة في مسألة التعامل العام المعروف بين الدول، ولا يكون العراق محتلاً من قبل امريكا وعملائها، ولا من قبل بريطانيا وجماعاتها، ولا مسخراً من اي دولة من دول الجوار التي تحاول او تريد ان تجعل العراق اشبه ما يكون بالسوق التابع او الحديقة الخلفية لها.

ودعا سماحته إلى ضرورة رفض اي مخطط لاتخاذ العراق قاعدة للعدوان على دول الجوار، لكي لا تقوم جيوش الدول المجاورة بردود افعال غير محسوبة بدقة، فضلاً عن ان تقوم بإنشاء قواعد عسكرية وتدخلات كبيرة لدرء هذه الاخطار عنهم كما يقولون وكما يجري في شمال العراق منذ سنين عديدة وإلى اليوم.

وتابع سماحته قائلا: العراق حينما يكون مستقلاً، فهذا لا يعني انه يرضى بالتعامل مع الصهيونية العالمية او بالاعتراف بإسرائيل – كما يفعل بعض الخونة في هذه الايام-، فالعراق موقفه معلوم من احتلال فلسطين، وهو بلد مقاوم، وبلد مقاتل، والنظام السابق هو الذي سحب القوات من شرق الاردن عندما كانت موجودة قبل عام 1968م بعد نكسة حزيران، فكان المفروض ان تكون اكثر عدداً ، فقام النظام بسحبها في عملية خيانية معروفة، وبدأ يتاجر بقضية فلسطين، لكن هذا لا يعني ان العراق يترك هذه القضية، كما ان استقلاله هو امر مقدس لأبنائه فإن قضية فلسطين ايضاً قضية مقدسة لأبناء العراق وابناء الامة في كل مكان.

وأضاف: حينما نقول ان العراق مستقل في القرار، فمن جملة استقلاله هو رفض تواجد القوات الاجنبية في هذا البلد، خصوصاً قوات الاحتلال الامريكي، وكل قوة احتلال دخلت بشكل غير قانوني وغير شرعي يجب ان تخرج من البلد، ونحن نعلم ان الاحتلال الامريكي كان ممارسة غير قانونية كما اعترفت بذلك الامم المتحدة، اما إذا احتجنا إلى قوات لمواجهة الارهاب فهذا ما تقدره وتعمل عليه الحكومة العراقية المستقلة التي تدير امر البلد، وتستند في ذلك إلى حاجات  الميدان وفق تقريرات الخبراء العسكريين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق