خطيب مدرسة الامام الخالصي: لا نجاة للعراق وشعبه إلا بحكومة وطنية مستقلة بقرار وارادة الشعب المنتفض


أكد سماحة الشيخ علي الجبوري؛ عضو الهيئة العلمية لمدرسة الامام الخالصي، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 23 ربيع الآخر 1441هـ الموافق لـ 20 كانون الاول 2019م، على ان المشروع السياسي في العراق وصل الى طريق مسدود، ولا يوجد له منفذ سوى إعادة النظر فيه والتفكير بجدية واخلاص لإيجاد البديل الوطني القادر على انقاذ العراق من حالة الانهيار التي وصل اليها العراق، لأن هذا المشروع انطلق من رحم الاحتلال فلا يمكن أن يقدم خيراً للعراق وشعبه.
وتساءل: هل من المعقول ان تحتار القوى السياسية المشاركة في السلطة فلا تستطيع ان تقدم رجلاً نزيهاً للشعب العراقي، ويتخبطون في قراراتهم فيقدموا اشخاصاً  قد جربوا، ولم ينته الامر عند هذا الحد بل بدأت كل جهة تنكّل بالشخص الذي قدمته الجهة الاخرى؟!.
وبيّن ان الشعب العراقي حدد موقفه بشجاعة ووضوح ورفعوا صوتهم عالياً وقالوا: (نريد رئيس وزراء مستقل وليس مستقيلاً)، وبذلك قطعوا الطريق على أحزاب السلطة في ترشيح من يريدون بعيداً عن إرادة الشعب.
وأدان وبشدة تدخل سفارات الدول وخصوصاً الامريكية والبريطانية في شؤون البلاد، وما نراه من لقاءات مع المسؤولين والجهات القضائية دليل واضح على عدم وجود قرار مستقل لهذه الحكومة ولا للسلطة القضائية في العراق.
وأشار إلى ان السقف الزمني الذي وضعه الدستور المرفوض من قبلنا والذي يحتكم إليه ساسة السلطة قد انتهى في عدم الوصول الى اتفاق في ترشيح شخص لرئاسة الوزراء، فهم لا يحترمون حتى الدستور وتوقيتاته، فكيف سيسمعون صوت الشعب المُطالب برئيس وزراء مستقل ووطني ومخلص لوطنه؟!.
وأكد على ان الأمر قد وصل في العراق الى قطيعة لا يمكن فيها الاتفاق على قرار موحد بين ما يدعو إليه الشعب العراقي من مطالب، وما تقوم به الطبقة السياسية الحاكمة للعراق بكل أحزابها وتياراتها من مماطلة وتحايل ومكر، هل نسوا أو تناسوا المقولة الخالدة للشهيد الصدر (الشعب أقوى من الطغاة).
وحول جرائم الاغتيالات والخطف التي يتعرض لها المتظاهرون، تساءل سماحته قائلا: أين هي التحقيقات ونتائجها؟!، أين سلطة الدولة والى متى يبقى هذا الانفلات وهذا السلاح الذي يقتل الابرياء والاحرار دون خوف أو وجل؟!. فأن ترك الامر دون تحقيق يوحي بأن للدولة يد في كل ما يجري.
واوضح سماحته بأن موقف مدرسة الإمام الخالصي واضح وصريح، قبل الاحتلال وبعده، فلا نجاة للعراق وشعبه إلا بمشروع وطني قائم على أساس المواطنة الصادقة، وقيام حكومة وطنية مستقلة يتوصل إليها شعبنا المنتفض بقراره الذي تصنعه إرادة الجماهير، وتشكيل هيئة مستقلة تتبنى ارادته وتدافع عن مطاليبه وتلتزم بثوابته المعروفة، بوحدة العراق والشعب والكيان المستقل الملتزم بهويته الايمانية ورسالته الإسلامية ومقدساته القاطعة، لافتاً إلى ان لدينا الشخصيات القادرة على قيادة حكومة من المستقلين والخروج من الازمة في فترة انتقالية محددة؛ نعيد فيها كتابة قانون إنتخابات منصف للشعب وبعيد عن سيطرة الاحزاب، إضافة الى كتابة دستور جديد للعراق يحقق أهداف الشعب ويعطي كل ذي حق حقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق