المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) يؤكد ان الهجوم على المراكز العراقية جزء من خطة اشغال المنطقة عن مواجهة الكيان الصهيوني.




أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الجمعة، على ان من استقبل المحتل لا يمثل منهج الحسين وهو كالذي حاصر الحسين ووأد ثورته العظيمة، فيما دعا إلى استقلال العراق بشكل كامل عن سلطة الاحتلال التي تتحكم بالعراق، مبيناً ان التدخل الاجنبي لن ينفع احداً ولن يُخدع به إلا الساذجون كما انخدعوا في المرات الماضية، مؤكداً ان الكيان الصهيوني حالة غير طبيعية ولا يمكن ان يستقر في جسم الامة، لافتاً إلى الهجوم على المراكز العراقية وغيرها جزء من خطة اشغال المنطقة عن مواجهة الكيان الصهيوني.

وأشار المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 29ذي الحجة الحرام 1440هـ الموافق لـ 30 آب 2019م، إلى ان هذه الأيام هي الأخيرة من السنة الهجرية لسنة 1440هـ وسنستقبل بعدها السنة الهجرية الجديدة، وهذا يذكرنا بجهاد رسول الله (ص) وهجرته من مكة إلى المدينة، وما عانه في سبيل ابلاغ هذا الدين، كما تذكرنا بهجرة سبطه الحسين (ع) في مرحلة لاحقة من أجل الحفاظ على هذه المسيرة.
وقال سماحته (دام ظله): كانت المناسبات مجتمعة خلال الأيام القليلة الماضية، فبعد عيد الاضحى وهو عيد الفداء، جاء يوم الغدير، ثم كان يوم المباهلة، وهذه هي السنة الهجرية تبدأ، وذكرى الحسين (ع) تقترب، وكلها محطات في مسيرة الإيمان تدفعنا إلى الثبات على الإسلام والدفاع عنه والعمل لإقامة دولة الحق في الارض، وهي دولة الاسلام لا دولة الزيف والظلالة والمدنية الكافرة والعلمانية الجاهلية.
وتابع سماحته (دام ظله): ولما وصل المدينة آخى بين المهاجرين والانصار بعد ان بنا مسجده الكريم والعظيم، وجمع أهل المدينة من غير المسلمين مع المسلمين في عهده واحدة، فيما يعرف في هذا الزمان بالعيش المشترك، والتعايش السلمي والدفاع عن الوطن، فقد ألزمهم جميعاً بمبدأ الدفاع عن المدينة المنورة في وجه أي عدو خارجي يستهدفها وهذا ما اثبت فيما يعرف في السيرة بعهدة المدينة.
واوضح سماحته (دام ظله): عهدة المدينة التي كتبها رسول الله (ص) تصلح ان تكون أساساً لما يعرف في هذا الزمان بدولة المواطنة والتي تجمع كل ابناء الوطن الواحد على حق العيش المشترك والحقوق المشتركة، ولكن هذا ليس معناه التخلي عن مبدأ سيادة الإسلام، بل ان هذا الأمر جزءٌ من سيادة الاسلام، فالإسلام هو الذي يساوي بين أبناء الوطن الواحد ويدعوهم في ظل دولته إلى العيش والتآخي، وهذا يقتضي الدفاع عن الوطن وعدم السماح للجهات الاجنبية بأن تتحكم فيه، وعدم السماح بغلواء طرف على طرف، بحيث يتجبر أحد على جهة من الجهات الأخرى في داخل الوطن الواحد، خصوصاً عن السماح للقوات الاجنبية بالدخول إلى هذا الوطن، بل يمكن ان نقول ان عهدة المدينة هي أساس العيش المشترك للدفاع الواجب على أبناء الوطن ضد العدو الخارجي.
وتابع سماحته (دام ظله): في زماننا هذا وفي كل زمان احوج ما نكون إلى معرفة اهداف ثورة الإمام الحسين (ع) واهداف رسالته ضمن البرنامج العام الذي ذكره في خطبه (ع)، ومبدأ هذا انني لن ابايع من لا يلتزم بأمر الإسلام، فكيف يجوز لأحدٍ ان يبايع قوماً من المشركين او ان يسير معهم او ان يتحالف في مشاريعهم؟!.
ودعا سماحته (دام ظله) إلى احياء ذكرى الحسين (ع)  من خلال معرفة سيرته والاقتداء بها، والعمل على تحكيم رسالة الاسلام في مواجهة الحكّام الظالمين وليس أكثر من ذلك، نعم؛ الحضور والمشاركة وقراءة الزيارات الصحيحة هي دلالة على التزام المسلم بخط الحسين (ع)، وليس ابتداعاً او تحريفاً او انحرافاً عن هذه المسيرة العظيمة.
وأكد سماحته (دام ظله) : الذين يمثلون منهج الحسين (ع) اليوم هم الثابتون على الإسلام والقابضون على الجمر، لم يغيروا ولم يبدلوا ولم يتبدلوا، والداعين إلى ثبات الأمة على الرسالة ومواجهة الظالمين خصوصاً المستعمرين المستكبرين الذين يريدون الهيمنة على البلاد والعباد، فمن يستقبل المحتل لا يستطيع ان يكون حسينياً في نفس الوقت، وهو اشبه بأولئك الذين استقبلوا قتلة الحسين (ع) وتعانوا معهم على محاصرته ووأد ثورته العظيمة، هذا الأمر يجب ان يكون هو المعيار الذي تتحرك من خلاله مشاعرنا وأفكارنا وعقولنا.
وفي الجانب السياسي دعا المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) إلى استقلال العراق بشكل كامل، وعدم الخضوع للجهات الأجنبية الحاكمة التي لا تؤمن بالدين، وهي من أهم اهداف وحدة الأمة وصيانة الاسلام وحياطة الإسلام التي دعا اليها الإمام الحسين (ع)، فليس ممكناً ان تكون مع الحسين (ع) ثم تكون خاضعاً لسلطات الكفر والارهاب العالمي التي تتحكم برقابنا وبرقاب الامة؛ بل وتريد ان تتحكم برقاب الانسانية كلها. فالاستقلال هو الأصل ليتمكن المواطنون من المطالبة بحقوقهم، ويعمل المسؤولون بإخلاص من خلال دعم المواطنين لرفع الاخطار التي تركها الاحتلال، وخصوصاً الفساد الذي يستشري في كل مكان؛ والذي ينخر في هذا البلد والناس يموتون من القهر والجوع والمرض ولا يوجد لهم معين، فالناس بحاجة إلى اجراء عمليات جراحية، وإلى دواء، بينما ثروات هذا البلد منهوبة، ولا يستفيد منها المواطنون خصوصاً الفقراء والمستضعفون.
وأكد سماحته (دام ظله) على ان العراق عانى من الاحتلال الرسمي كما اعترفوا هم لاحقاً وفق مقررات الامم المتحدة، ولكن العمل او التدخل الذي يقوم به المحتلون يفوق كل الأوصاف المعهودة، كما انه يناقض المقررات الدولية، فليس ممكناً ان يكون البلد في مرحلة إستقلال كامل او جزئي حتى ولو في الظاهر، وقوانين سلطة الاحتلال هي التي تتحكم وتمنع المحاكم من الاستماع إلى دعاوى المواطنين والتوقف عن المطالبة بالحقوق الشرعية الحقيقة لهذا الشعب المظلوم.
وأكد سماحته (دام ظله) على ان التدخل الامريكي في الشأن العراقي لن يساعد في إيجاد الحلول كما رأيتم، فقد تدخلوا سابقاً وانظروا إلى أين وصلوا بهذا البلد، وتدخلهم القادم سيؤدي إلى نفس الكوارث، فعلى الجميع ممن كان ينتمي إلى الجيش السابق ولم يلجأ إلى الجيش الحالي، ان يفهموا هذه الحقيقة، وتطبيقها في الارض؛ ان التدخل الاجنبي لن ينفع أحداً ولن يُخدع به إلا الساذجون كما انخدعوا في المرات الماضية وهذه المرة.
وأوضح سماحته (دام ظله) ان رأس الحربة المزروع في المنطقة وهو الكيان الصهيوني، لا يمكن ان يكون في حالة هدوء واستقرار لأنهم وجدوا بشكل غير شرعي وغير طبيعي، والحالات غير الطبيعية لا يمكن ان تستقر في جسم الامة، لذلك هم يخشون من كل حراك، ويخشون من نهضة الامة الجديدة، ولعل الايام القريبة القادمة ستكون اياماً فاصلة في تأريخ هذا الصراع، وعلى المسلمين والعرب جميعاً ان يستعدوا لهذه المنازلة الطويلة الخطيرة في المنطقة. 
وأشار إلى ان الهجوم على المراكز العراقية وعلى المراكز السورية وعلى المراكز اللبنانية وفي فلسطين، والهجوم على شعب اليمن الذي تشارك به وتدعمه قوات الكيان الصهيوني بشكل أو بآخر، والتحرش الدائم بدول المنقطة وخصوصاً الجمهورية الاسلامية في ايران، هذه كلها اجزاء من خطة اشعال النار لكي ينشغل الناس كلٌ في منطقته لإخماد النار ومواجهتها، وبذلك يكونون عاجزين عن  القيام بأي عمل مشترك لمواجهة مظالم الكيان الغاصب وداعميه الامبرياليين المعروفين.
وأكد على ان النقطة الرئيسية التي يمكن ان يكون سبباً لجمع قوة الامة وامكانية مواجهتها لأعدائها هي الانتهاء من هذه المرحلة التي صنعوها وهي مرحلة الطائفية، وانا اعتقد ان بعض الجالسين معنا في بعض الندوات كانوا يدعون إلى الوحدة ولكنهم يمارسون غير ذلك، وهذا بسبب الأزمة التي تنطلق من ضعف اهتمامهم وبضعف ادراكهم لأهمية مشروع الوحدة الذي يبنى على اساسه مشروع الامة التي تواجه مخططات الأعداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق