المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي يستنكر استمرار تدخلات السفارة الامريكية في الشأن العراقي وخصوصاً الديني








متابعة _بغداد 

قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)  خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 30 ذو القعدة 1440هـ الموافق لـ 2 آب 2019م: ان الحج كما بقية العبادات وهو مظهر جلي للوحدانية؛ وحدانية الله تعالى وعبادته وحده، فلا يصح ان يتحكم في بلاد المسلمين أناس رفعوا راية الكفر والالحاد والضلالة وشنّو الحرب على الإسلام والمسلمين، وشاركوا في قتلهم وفي اراقة الدماء، وفي تصعيد الفتن وفي احتلال البلاد، كما جرى في العراق ويجرِ في اماكن اخرى مثل فلسطين وباقي بلاد المسلمين.
وأكد على ان الامة في الحج تظهر موحدة، وعليها ان تبقى على هذا المنهاج، وأمة الاسلام وامة محمد (ص) هم اهل القبلة الذين يجتمعون في ظل بيت الله العتيق وفي نسك الله العظيمة في ذلك المقام، فمن فرّقهم فهو عدو لهم، ومن وحدّهم ودعا إلى قوتهم فقد دعا إلى قوتهم ووحدتهم، وهذا هو جواب عملي على من يقول: ما هي الأمة ومن هي الأمة؟!، فيريد بذلك التفرقة والتقسيم، ويجب ان يرى ان هذه الأمة هي التي تجتمع هناك من كل اقطارها ومن كل فئاتها.
وأشار إلى في هذه الأيام هنالك مستحبات منها الصوم، ومنها صلاة ركعتين في كل ليلة لياليه إلى الليلة الأخيرة ليشارك الحجيج في اعمالهم، والحج كما هو معلوم ركن من اركان الإسلام ومظهر من مظاهر وحدة الأمة وعظمتها، وهو أعظم تجمع يعيشه الناس وتراه الانسانية في هذا الزمان كما في الازمنة الماضية.
واستذكر سماحته (دام ظله) ذكرى شهادة الإمام محمد بن علي الجواد (ع) وكيف أدى دوره كبقية الأئمة (ع) على محورين؛ الأول وهو المهم والأهم: الحفاظ على الدين من خلال الحفاظ على كتاب الله وسنة رسوله (ص)، ومنع الخرافات والبدع والضلالات والتشوهات التي قام بها البعض من ادعياء العلم او من الساسة الحاكمين على رقاب المسلمين فيما يعرف بدولة الملك العضوض. وأما المحور الثاني الذي حافظ عليه الإمام الجواد (ع) ؛ هو ان يجري ذلك –أي الحفاظ على الدين- من خلال الحفاظ على وحدة أمة محمد (ص) دون السماح بتفرقتها وتشتيها.
وبيّن سماحته ان واجب المسلمين في هذه المناسبات هو الاستزادة من العلم ومعرفة ما يجري، ومعرفة ما فعله الأئمة (ع)، فلا فائدة في الادعاءات ان لم يكن فيه اتباع والتزام.
وأشار سماحته إلى ما جرى على الإمام الجواد (ع) ولماذا تمت تصفيته بهذه الطريقة، الجواب بسيط؛ ان المنحرفين عن الإسلام حين يرون امثولة صالحة تلتف حولها الأمة، ومرجعية كريمة تنتمي إلى حقائق الإسلام وإلي اهل بيت النبي (ص) كانوا يشعرون بالخوف والقلق في مثل هذه الظاهرة، فيسعون إلى تطويقها أو تشويهها، وأحياناً يدعونهم للمشاركة في الحكم لكي يقول الناس: ان كل المتصديين هم من الفاسدين.
وفي الشأن السياسي الداخلي تحدث المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) عن الضجة التي حدثت نتيجة ما جرى في ملعب كربلاء مبيناً ان هذه الظاهرة تشبه ما يجري اليوم في الجزيرة العربية من اقامة الحفلات الراقصة ودعوة المغنيات في محاولة لزيادة ونشر الفسوق في الاماكن المقدسة، وغطاءً للسرقة من اموال الشعوب وهي محاولات مرفوضة لا يقدم عليها إلا من سقط في مهاوي الكفر والانحراف.
ولفت سماحته إلى ان البعض ممن اعترض على ما جرى في ملعب كربلاء، نسي بأن امثال هذه الحفلات كانت تقام على عهده وتحت رعايته، ويجري فيها سلوكيات اشنع مما جرى في ملعب كربلاء. وتساءل قائلاً: أليست هذه محاولة لركوب الموجة التي عاشها الشعب العراقي ممن اعترض على ما جرى؟!.
وأشار سماحته إلى استمرار التدخل الأمريكي الوقح في الشأن العراقي، والإعلان الرسمي والصهيوني عن قيام طائرته بقصف اماكن في العراق، ومنها معسكرات الحشد الشعبي في آمرلي وفي غيرها، وهذا هو جزءٌ من المخطط الكبير والخطير والمعروف الذي قلنا عنه مراراً وأكدناه، البعض يقول ان الأجهزة المعادية اخترقتنا امنياً وكأنهم في غفوة او غفلة وهم لا يعلمون ان الاجهزة المعادية مسلطة على رقابكم ورؤوسكم، وانتم تعملون في مشروعهم ولا تقدرون على غير ذلك.
وتساءل سماحته مستنكراً: ماذا يفعل السفير الامريكي عند فلان وفلان من الجهات التي تدعي انها إسلامية؟!، هل يعلمهم الصلاة والاستقامة؟!، ام يضفي عليهم ألقاباً مزيفة، ككبير الفقهاء، ام انه محطة من محطات الخضوع والخنوع؟!، ولو كان ذلك على حساب تاريخ ومستقبل ودين وعقيدة الأمة.
وفي الشأن السياسي العربي، اعتبر سماحته ان ما يجري في الخليج وفي اليمن في الجزيرة العربية وفي اماكن أخرى، وما يجري من حرب وصراع في بلاد الشام في سوريا، هذا كله من مختلقات الأعداء ومخططاتهم لإشغال الأمة بحروبها الداخلية، فيجب ان يبدأ اولاً عمل جاد وكامل لوقف اطلاق النار في كل هذه المناطق وان ترتفع راية الوحدة والتقارب والتفاهم والحوار لحل هذه الاشكالات.
وأضاف: ان الجهد الايراني التركي الروسي لحل الأزمة في سوريا يعد عملاً مقدراً ونافعاً؛ بشرط ان يكون مبنياً على وحدة الأراضي السورية، وانسحاب كل القوى الاجنبية من سوريا، وان تتمكن الدولة السورية بتطبيق الاتفاقيات الحاصلة لمصلحة الشعب السوري بعيداً عن التدخلات الأجنبية خصوصاً التدخل الأمريكي الذي يعربد بوقاحة في العراق وفي سوريا وفي باقي بلادنا.
وفيما يخص التقارب الأخير الذي حصل بين الامارات وايران، قال سماحته: مع ترحيبنا بهذه الخطوة الإيجابية، وهذا ما دعونا له منذ البداية، وقلنا: ان على السعودية والامارات والبحرين وكل دول الخليج ان تبدأ عملية تفاهم بين ضفتي الخليج، لكي يبقى الخليج مؤمناً من قبل ابنائه لا من قبل القوات الامريكية وغيرها من القوى الاجنبية الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق