رسالة بمناسبة أيام الحج واستقبال يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك لسنة 1440هـ






هذه الأيام هي أفضل أيام العام، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها من الأيام، والمسلمون يتهاون فيها لاستقبال مناسك الحج بدءً من الموقف الأعظم في عرفات، وقضاء ليلة العيد في المشعر الحرام في مزدلفة، وإلى الأعمال الخاصة بمنى ومكة المكرمة والمسجد الحرام في يوم العيد وأيام التشريق بعده. ويقف المسلمون مع حجاج بيت الله الحرام بقلوبهم ودعواتهم، وقد أمرنا أئمة آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن نحفظ نسك الحج على ما سنّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والذي أحيا به حج أبينا ابراهيم (عليه السلام) كما أمره ربه عندما رفع القواعد من البيت ليثبتوا منهج الإيمان على أساس عقيدة التوحيد، (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:127).
كما أمرنا الائمة الهداة المهديون (عليهم السلام) أن نقف موقفاً موحداً في المشاعر المقدسة، لتأكيد الغاية من الحج، وهو جمع كلمة الأمة من خلال عبادة الله الواحد الأحد، ولذلك وجب على أتباع أئمة الهدى أن يتبعوا أمر الحق ويلتزموا بالموقف الموحد حتى لو أخطأ القاضي، أو سها في التحديد، أو تعمّد الحاكم في الخلاف لأسباب نفسية أو سياسية، فجمع كلمة الأمة واجب مقدم على كل الواجبات والأحكام الفرعية.
وفي هذا جاءت شواهد عديدة على أن أول شهر ذي الحجة لهذا العام 1440هـ كان يوم الجمعة  (2 آب 2019م)، وذهب رأي آخر انه كان يوم السبت، وفي كلا الحالين وبناءً على الموقف الواجب اتخاذه مع أهل الموقف، فإن الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية سيكون يوم الجمعة القادم، وان يوم عرفة والموقف الاعظم سيكون يوم السبت، وان العاشر من ذي الحجة الحرام سيكون يوم الاحد وهو عيد الأضحى المبارك.
اعاده الله علينا وعليكم وعلى أهل الأرض الساعين إلى معرفة الحق بالهدى والايمان واليمن والبركة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق