الخالصي يصف احتلال العراق بالجريمة العظمى ويدعو لمحاسبة كل من شارك فيه.


أكد سماحة آية الله الشيخ هادي الخالصي (اعزه الله)، الجمعة، ان هدف احتلال العراق كان لتحطيم البلد وإشاعة القتل والجرائم، واصفاً الاحتلال بالجريمة العظمى، داعياً إلى إزالة آثار هذا العدوان بمحاسبة كل من شارك فيها على قدر ما تحقق من جرائم وارتكاب للآثام.


وقال سماحة آية الله الشيخ هادي الخالصي (اعزه الله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 20 رجب الأصب 1439هـ الموافق لـ 6 نيسان 2018م، قال: تمر علينا في هذه الأيام ذكرى أليمة على قلب كل مسلمٍ وعراقيٍ غيور، هي ذكرى احتلال العراق، ففي التاسع من نيسان عام 2003م تمكّن العدو الأمريكي والعدو الإسرائيلي من احتلال بلدنا، بهدف واحدٍ هو تدميره وتحطيمه، وإشاعة القتل والجرائم والفحشاء والمنكر والمخدرات، وتحطيم الزراعة والصناعة، وتحطيم النفوس، والنهب والسلب والقتل.

وتابع قائلاً: هذا اليوم الأسود الذي يجب أن لا ننساه أبداً، ويجب أن نتحين الفرص، وأن نسعى سعينا لكي نزيل آثار هذا العدوان، وأن نحاسب وأن نسأل كل من شارك في هذه الجريمة على قدر ما تحقق من جرائم وفظائع.

وأضاف: هذا العدوان الذي هو قمة احلام الصهيونية والصليبية، قمة أحلام امريكا وإسرائيل، هذا الحلم الكبير الذي تحقق على أيديهم، ما كان ليكون لو لم يكن هناك عملاء من الداخل تعانوا مع هذا العدو الذي احتل بلدنا وسعى لتدميره، انها جريمة كبرى وجريمة عظمى أدت إلى ما أدت إليه من انهيار كامل في البلد ومن عاقبة لا يعلم مداها إلّا الله سبحانه وتعالى.

داعياً أبناء العراق الواعين والمسلمين الصادقين الصابرين ان يعرفوا عمق هذه الجريمة، وأن يتخذوا من الوسائل ومن الخطط ما يحطم أهداف هذا العدوان، بإعادة إعمار العراق والنفوس العراقية وشعب العراق وبالتآخي والتعاون، ومحاسبة كل فاسد ساهم في هذا الدمار في هذا البلد.

واستطرق سماحته: ونحن في ذكرى استشهاد مولانا الإمام موسى بن جعفر (ع)، هذا الإمام العظيم الذي رفض الخضوع لطاغية زمانه، ورفض الانصياع لمخططات هذا الظالم، و وقف مندداً بظلمه وبعدوانه على الأمة، وساعياً إلى إحياء الأمة، وتطبيق أحكام الشرع الحنيف، وإشاعة القيّم الحقيقية للإيمان، وفي ذكرى استشهاده ينبغي على المؤمنين جميعاً ان يعرفوا موقع الإمامة.

وتساءل: ما هي الإمامة، وما هو دورها في الأمة؟!، موضحاً ان الإمامة هي حفاظة أهل بيت النبي (ص) على الكتاب والسنة، وعلى الدين الحنيف، وعلى الإسلام العظيم، وهذا هو الواجب، وهذا ما يوجب كما أمر الله تعالى ورسوله والأئمة أن يتبع المؤمنون الأئمة الاطهار، وان يقفوا عندهم، لا يتقدموا عليهم ولا يتأخروا عنهم، وإنما يكونون من الصامدين والثابتين على نهجهم لكي يتحقق الخير لهم ولبلدانهم في الدنيا والآخرة. 

مبيناً ان هذا المفهوم الدقيق للإمامة غائبٌ عن كثير من الذين يدعون الولاء للأئمة (ع) واتباعهم، وهذا ما ينبغي ان تقوموا به انتم، لكي تأدوا واجبكم الشرعي تجاه دينكم.

ولفت إلى ان هذا التخطيط الذي دمّر العراق ايها الأخوة، وإشاعة الكفر والإلحاد بإسم الدولة المدنية، ما هو إلا قمة المخطط والإصرار على ذلك ترونه في مدعياتهم وفي نشراتهم، ويصر أعداء الإسلام على أن الأحزاب الإسلامية حكمت وفشلت!، وهذه الأحزاب لم تحكم بالإسلام ولا بأحكام الإسلام، وإنما هذه هي الدولة الديمقراطية المدنية الليبرالية، والدولة التي يراد ان يفرضوها على أمة محمد (ص) وعلى بلدنا وشعبنا، لذلك ادعو اخواني إلى التمسك بهذا الحق والثبات عليه، لنسعى جميعاً لإنقاذ هذه الأمة المظلومة.

وبمناسبة رحيل الإمام الشيخ محمد الخالصي (قدس) قال سماحته: تمر علينا اليوم الذكرى السنوية السادسة والخمسون على رحيل إمام الجهاد والثورة، الإمام المجاهد الفذ، الشيخ محمد الخالصي (قدس الله نفسه الزكية)، الذي كان بحق مثالاً للعالم الرباني المتفاني في خدمة دينه وبلده، ساعياً لتكون كلمة الله هي العليا، وأن ينقذ العراق من شر الأشرار وكيد الفجّار، ودسائس المستعمرين الغزاة، ومحاربة الأفكار الإلحادية الدخيلة، التي سعى المستعمرون لبثها في أوساط الشعب العراقي، والتي كانت حياته كلها تجسيداً لمقولته العظمى في خطاب إعلان ثورة العشرين في صحن الإمام الحسين (ع)، عندما قال: (مطلبنا رضا الله، واستقلال العراق).

وختم كلامه قائلاً: لقد كان رحمه الله مثالاً للعالم المجاهد الذي يخدم الدين ولا يستخدمه لمصالح دنيوية دنيئة، ولذلك كان دينه الرسالة، وليس متجراً للبيع والشراء، فأخلص لدينه ووطنه وشعبه، ولم يسكت على باطل، وخاض غمار الحروب والسجون والمعتقلات والمنافي، لكي يؤدي رسالة هذا الدين الحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق