وزارتي الثقافة والداخلية تتعاونان لمحاربة غسيل الدماغ والجابري (نحتاج إلى تثقيف العسكر لا نحتاج عسكرة الثقافة)









تغطية وتصوير / إنعام العطيوي 
بالتعاون بين وزارتي (الداخلية- والثقافة) العراقية لمحاربة الفكر الإرهابي لغسيل الدماغ أقيمت ندوة تثقيفية برعاية وزير الثقافة السيد فرياد رواندزي وإشراف الدكتور جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار وإعداد مركز الدراسات والبحوث لمحاربة الفكر الإرهابي للواء الدكتور سعد معن الناطق الرسمي لوزارة الداخلية تحت عنوان (أساليب غسيل الدماغ في عملية تجنيد الإرهابيين) وذلك صبيحة يوم الأربعاء الموافق 24/1/2018 في قاعة عشتار .
وفي كلمة للدكتور جابر الجابري قال فيها " اليوم وجهاً مشرقاً من وجوه هذه المرحلة وهي مرحلة التحديات والدم والتضحيات الجسيمة لشعبٍ آل على نفسه ِ أن يكون حراً بدلاً أن يكون حقلاً للتجارب وان يكون كبيراً وعظيماً اكبر من كل المؤامرات التي تحاك ضد وجودهِ وحاضرهِ ومصيره"
مضيفاً " إن السيد سعد وجهٌ يطوف المعارض التشكيلية والفعاليات الثقافية والفكرية والإعلامية لا يهدأ وراء مكتبٍ وعلى كرسيٍ ثابت قدماه تحملانهِ إلى مواقع المواجهة والأحداث الجسيمة الدامية والإجرام وأخر ما ابتكره الإرهاب والعقل الإجرامي المنظم الذي اجتاح العالم كله وانطلق من أرض السواد ارض العراق ليجعلها ارضاً داميتاً حمراء"
وبين الجابري " أنا اعرف الدكتور اللواء سعد من داخلهِ ونحن بعيدين عن بعضنا البعض واعرف إن داخلهُ تطوف فيه الحمائم والعصافير وتزغرد فيهِ حناجر النساء في أعراس أبنائهن لكن لسانه ووجهه دائماً ينطق بما احدث الإرهاب وما ابتكره الإرهاب والمجرمون"
معرباً " لا أظن إن هناك بلداً آو شعباً أو مجتمعاً تعرض كما تعرض له المجتمع والشعب العراقي ولا ادري من أين جاءت هذه الفلول والزواحف البشرية والتي غسلت ضمائرها وأرواحها وقلوبها وعقولها وكيف أعدت لتفتك بأبناء جنسها حتى الوحوش والذئاب لا تأكل ذئاب والكلاب لا تأكل كلاب ولا تفترس أبناء جنسها كما هؤلاء الذين لا تعلم ماذا ينطبق عليهم أي صفة برابرة أو وحوش أو متخلفين فهم يملكون كل الصفات والأوصاف لا يمكن أن تنطبق على هؤلاء"
موضحاً " إن العراق ابتلي بهؤلاء وان مؤسسات ومواقع كاملة وكذلك غرف عمليات وقرارات على أعلى مستويات القرارات في العالم تتخذ للفتك بهذا الشعب وبالأبرياء والعزل والبسطاء والنساء والأطفال في الشوارع لكنهم كانوا جبناء جداً عندما واجههم الحشد الشعبي والقوات الأمنية فلم يكن اجبن منهم وشاهدناهم في النفاق كالأرانب والفئران وكيف يتوسلون بابن الحشد الشعبي الذي لم يتجاوز 18 عام من عمره حتى ينقذوا أنفسهم وشاهدنا انكسارهم وذلهم وهوانهم لكنهم عندما يأسرون شخص واحد ويقيدوه أو امرأة مع أطفالها يفعلون بهم العجب ويظهرون كل بطولاتهم وشجاعتهم"
وصرح الجابري بصوت مكلوم على الوطن  " من صنع هؤلاء !؟ 
ومن غسل أدمغتهم !؟ 
وكيف غسلت هذه الأدمغة والأرواح والضمائر والقلوب؟ وتحولوا إلى كائنات متوحشة بهذا الشكل"
منادياً " يا سيد سعد قل لنا بربك انك تعلن لنا دائماً عن الأحداث وعدد الضحايا والوقائع ومجرياتها لكننا لا نعرف نتائج التحقيق ولا نعرف كيف تعاملتم مع هؤلاء القتلة وماذا اكتسبتم وعرفتم وما هي الحقائق التي توصلتم لها وصنعت مثل هؤلاء المسوخ بهياكل بشرية لكنهم أقبح الكائنات والموجودات"
وأشار الجابري في كلمته " اليوم نستضيفك مع زملائك في وزارة الثقافة وأكيد انك سعيد بهذه الاستضافة ومؤكد انك ستجد نفسك بهذه الوزارة أكثر مما تجد نفسك في وزارة الداخلية وأنا على يقين من هذا"
موجهاً طلبه للواء بالحديث على لسانه الثقافي والفكري وعلمه النفسي وبالحقائق التي توصل لها اللواء ليعرف زملائه في وزارة الثقافة وبقية الضيوف كيف يوصلون رسالتك الحقيقية إلى أهلهم وشعبهم والى الرأي العام"
وختم الجابري كلمته متمني للواء الدكتور سعد معن أن يكون ذات يوم وزيراً للثقافة بدلا من أن تعسكر الثقافة ونريد أن نثقف العسكرة وأن نمازج فيما بينهما ليكون عراق الحضارات والمعرفة والعقل ومدرسةً لهذه العقول"
وتخللت الندوة كلمة للمقدم محمد من وزارة الداخلية قسم الجرائم الالكترونية حول مخاطر استخدام الهواتف الذكية وعمليات سرقة المعلومات للهواتف النقالة موضحاً قضاياً جرائم الهواتف الذكية كانت عددها ألف قضية في عام 2016 وأصبح عددها ثلاثة ألاف قضية في عام 2017 وهذا يشير إلى إن المجتمع أصبح لديه ثقافة قانونية والوصول إلى مراكز الشرطة لتقديم الشكوى وبنفس الوقت ازدياد عملية الاستخدام السيئ للهواتف النقالة.
في حين قدم اللواء الدكتور سعد معن بعض من الوسائل التثقيفية التي يسعى الدواعش إلى غرسها بين الأطفال وأبناء المجتمع سواء كانت من العاب أو كتب أو برامج تثقيفية لنشر الفكر الإرهابي وتقديم بعض الفتاوى لرجال الدين السيئين 
وفي كلمة للدكتور سعد معن حول موضوع  انتشار الأطفال المتسولين في شوارع بغداد الذين من الممكن أن يكونوا أداة سهلة أمام الإرهاب إن هذا ليس من اختصاص وزارة الداخلية وهو من اختصاص الجهات التشريعية وبالتحديد البرلمان موضحاً إن القانون العراقي في كثير من جوانبه هو واضح في هذه القضية فقانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 من المواد 190 صعوداً هناك شرح واضح للأمور الإرهابية التي تمس حياة المواطن وكذلك قانون مكافحة الإرهاب وتفاصيله واضحة بهذا الخصوص ولكن نحتاج إلى تسريع الخطى في التشريع لقانون الجرائم الالكترونية باعتبار إن التوظيف وغسيل الدماغ تكون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وهي تحمل نوع ما من الفراغ وتحتاج إلى عملية تشريع فيها لتكون الأرضية القانونية مهيأة في عملية تطبيق القانون ومحاولة ملاحقة كل من يحاول بعملية غسيل الدماغ وتجنيد الأطفال وغيرهم .
أما بخصوص برنامج التعاون المستقبلي بين وزارة الداخلية ووزارة الثقافة حول تثقيف الجمهور للتنبيه نحو عمليات غسيل الدماغ والأفكار الإرهابية فأوضح اللواء إن الوقاية خير من العلاج هو المبدأ الذي نعمل عليه وذلك من خلال عملية نشر الثقافة القانونية والتوعية الأمنية بين المواطنين وعندما نتكلم عن التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الداخلية بالتأكيد يكون هذا ضمن محورين مهمين
 مؤكداً ان للثقافة دور كبير جداً في عملية التثقيف وعندما تتمازج الأفكار بين الداخلية والثقافة اعتقد إن النتيجة ستكون في صالح المجتمع العراقي 
مشيراً إن باكورة الانطلاق للتعاون مع وزارة الثقافة من هذه المحاضرة ولأهمية وخطورة الجرائم الالكترونية حضر مدير قسم الجرائم الالكترونية وذلك لتثقيف الجمهور حول الاستخدام السيئ للالكترونيات وكذلك لا بد من التثقيف حول بعض الأمور التي يجب أن تكون حاضرة في ذهن المستخدم العادي لأجهزة الهواتف النقالة وان نشر هذه الثقافة سيكون لها مردود ايجابي على صعيد المجتمع .
واختتمت الندوة بتقديم الشهادات التقديرية للواء الدكتور سعد معن وللمقدم محمد رئيس قسم الجرائم الالكترونية
وعلى هامش الندوة افتتح المعرض التشكيلي للفنان حيدر خالد على قاعة وزارة الثقافة حملت اللوحات الطابع العالمي حصل على أثرها الفنان على شهادة تقديرية من وزارة الثقافة اذ بين الدكتور شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون العامة ان اللوحات المقدمة ذات طابع صعب على المتلقي العادي وحملت ألوان صعبة 
وأشار المهدي إن التعاون بين وزارتي الداخلية والثقافة في إقامة ندوة وافتتاح معرض كانت محطتين مختلفتين تلتقيان في نقطة إن العراق بلد متحضر رغم سيادة الجهل فيه وهذا الجهل هو قادر على إنشاء الكثير من الدواعش وأسبابها الكبت وتمزيق النسيج الاجتماعي وعلينا البحث عن من مول داعش ومن هي الدول التي مولت داعش وفي أي مكان وكيف دخلوا للبلد ومن رعاهم وهذه دراسة تعود للسبعينات من القرن الماضي مع صعود المد الإسلامي.
على صعيد متصل أوضح مدير مركز الدراسات والبحوث الدكتور رياض محمد كاظم على تقديم سلسة من الندوات الشهرية تتناول بطبيعتها المشهد الثقافي والتحديات التي تواجه العراق وتحصين المواطن لمجابهة الإرهاب 
معرباً " لقد قدمت دراسات وبحوث وورش عمل تخص حماية وثقافة الأطفال من عمليات غسيل الدماغ ونظمنا في أواخر العام الماضي ورشة عمل بالتنسيق مع مكافحة الإرهاب بخصوص هذا الموضوع ولدينا أيضا ممثلين عن الوزارة في لجان مستشاريه الأمن الوطني تتناول هذا الموضوع ودوائرنا المتمثلة بدار ثقافة الأطفال من خلال البيوت الثقافية المنتشرة في المحافظات إضافة إلى دائرة العلاقات الثقافية ومراكزها المنتشرة في المحافظات تساهم بهذا الجانب من خلال مطبوعاتها وندواتها الشهرية "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق