جهاز مكافحة الإرهاب وقصة انتصار جديدة

 

د. حسين علاوي 
مستشار رئيس الوزراء 

في ضوء إعلان القائد العام للقوات المسلحة ومباركته لجهود جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز الامن الوطني وقيادة العمليات المشتركة في تحقيق هذه العملية الاستراتيجية التي استمرّت لايام وتم التخطيط والمتابعة والاستمكان الاستخباري لعدة اشهر متتالية من العمل على الرقابة والتعقب والتحقق والمتابعة ووضع خطة الحسم لإنهاء اكبر الرؤوس الارهابية في قتل والي العراقي الأرهابي المجرم الذي قاد المفارز الأرهابية واعطى الأوامر بمحاولة النيل من الاستقرار الامني والتقدم العملياتي للقوات المسلحة العراقية في فرض القانون ودعم التنمية والأعمار والازدهار الاقتصادي في البلاد وقتل 9 قيادات ارهابية صيد ثمين لابطال جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز الامن الوطني وكل القوات المسلحة التي شاركت في العملية الاستراتيجية  .
اصطياد الرؤس الارهابية عمل استخباري ليس سهل ويحتاج إلى معلومات استراتيجية واليات تعاون وتبادل المعلومات وفحص استراتيجي لكل البيانات الواردة من مقر الهدف قيد المتابعة .
وهذا ما حصل بالفعل من عمل دؤوب لابطال جهاز مكافحة الإرهاب ، الذي جرى لقاء مهم قبل أسابيع مع السيد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب وقادة جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال ، وشرح السيد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب خطة الحسم لاصطياد القيادات الاستراتيجية المحركة لفلول التنظيم الأرهابي داعش ، ولأول مرة هنالك تقدم حاسم باتجاه إنهاء تواجد داعش بصورة نهائية نتيجة فهم ودعم وعزم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني في محاربة الإرهاب ودعم التنمية والاستقرار التام ، وهذا نتيجة عمل دؤوب من قبله على دعم قطاع الاستخبارات ومراجعة سلة الاهداف السنوية والفصلية والشهرية والعملياتية لمحاربة ومطاردة فلول داعش الإرهابي في الصحاري والوديان والأراضي الزراعية في المناطق النائية وحدود قواطع العمليات والمحافظات والمناطق ذات الاهتمام المشترك بين المحافظات العراقية وإقليم كوردستان العراق .
كما أن اللجنة العليا للتسليح كانت فعالة بقيادة السيد القائد العام للقوات المسلحة في استكشاف التكنولوجيا المطلوبة لصنوف أسلحة القوات المسلحة وإيجاد اليات التمويل الملائمة واختيار افضل الخيارات للأسلحة من حيث الكفاءة والسرعة والدقة والاستهداف وقطع الغيار واليات التمويل والشحن والتدريب والاستخدام الفعلي في ميدان المعركة .
وحقيقة للتاريخ رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني قد عمل على تضمين بناء مسار القوات المسلحة في ادارته للسياسة الخارجية والتأكيد على العلاقات الدفاعية مع الدول ، وهذا متبنى أساسي في خطاب رئيس الوزراء لإدارة العلاقات الثنائية مع جميع الدول الصديقة للعراق خصوصا بعد إنهاء مهام التحالف الدولي ونقل العلاقات نحو علاقات ثنائية طبيعية لمرحلة ما قبل سقوط الموصل 2014 .
وهنا علينا ان نتذكر كلمة رئيس الوزراء في وصفه للعراق في 2024 هو ليس قبل 10 سنوات عندما كنا في مرحلة الموصل نمر بتحديات كبيرة ، لكن فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الديني الأعلى في النجف الأشرف ، والعمل مع المجتمع الدولي من قبل قواتنا المسلحة عبر الحكومة العراقية وإنشاء التحالف الدولي في ذلك الوقت لدعم القوات المسلحة العراقية نحو الانتصار وتحقيق تام لاستعادة المحافظات المحررة ، وهذا ما تحقق في سنة 2017  .
ان عمليات جهاز مكافحة الإرهاب في التركيز على المستوى الاستراتيجي للقيادات الارهابية في تنظيم داعش الأرهابي بالتعاون مع الأجهزة الاستخبارية في جهاز الامن الوطني وجهاز المخابرات الوطني وخلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة والإبطال في القوة الجوية العراقية وطيران الجيش وكل قواتنا الامنية والاستخبارية والعسكرية جعل من المستوى الاستراتيجي للقيادات الارهابية في متناول اليد وهذا انجاز استراتيجي مهم وفعال  .
اضافة لما تقدم نجد ان القوات المسلحة العراقية باتت تتعامل باحتراف في مطاردة فلول داعش في المناطق الجغرافية الصعبة والوعرة وذات القدرة على الاختفاء في استثمار ظروف البيئة الطبوغرافية واستثمار المناخ ، وهذا تحقق نتيجة التكنولوجيا التي تم حصولنا عليها من الولايات المتحدة الأمريكية وهي طائرات ال F16 وغيرها من الطائرات القتالية والاستطلاعية  ، بالإضافة إلى استثمار المعلومات الاستخبارية ودورات التحالف الدولي لبناء قدرات ضابط الاستخبارات والعمليات والميدان والعمل مع القوات الماسكة لتحقيق الاهداف الاستراتيجية عبر اختصار الزمن والتكاليف ووضع أسبقيات حقيقية للأهداف الاستخبارية في مطاردة فلول التنظيم الإرهابي داعش .
آننا نفخر اليوم كثيرا في هذا التقدم الحاصل في القوات المسلحة بعد مرور 24 شهرا على عمر الحكومة العراقية التي وفرت البيئة المناسبة والمناخ العام والعمل الاستراتيجي لدعم تقدم قواتنا المسلحة من حيث القابليات القتالية والقدرة التسليحية والتعاون المشترك بين القوات المسلحة العراقية .
ان العمل كفريق واحد في الظروف الصعبة والاعتيادية هو فن تتقدم به القوات المسلحة العراقية وتحية لكل الجهود الكبيرة وسواعد الأبطال في اصطياد القيادات العليا للتنظيم الأرهابي لإنهاء أفكاره التكفيرية وتجفيف منابعه الحركية والعملياتية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق