المسؤولية الجزائية في محرقة ابن الخطيب



بقلم _د.ناظم الربيعي  
بغض النظر عن أسباب اندلاع حريق  مستشفى أبن الخطيب  والذي أدى الى محرقة كبيرة أزهقت أرواح اكثر من ثمانين  مريضًا واصابة اكثر من مائة  وعشرون آخرين 
من الحالات الحرجة لمرضى كورونا  أم كان بسبب   تماس
 كهربائي  على عادة أسباب الحرائق المفتعلة التي طالت وزارات ودوائر  عديدة  ام كان لاي سبب اخر
لكن نتائج التحقيقات الاولية التي تم تسريبها من  اللجان المشكلة من البرلمان ورئاسة الوزراء  لهذا الغرض أشارت الى أن الاهمال وعدم اخذ الحيطة والحذر وعدم توفير  شروط السلامة والأمان من معدات الاطفاء الذاتي وخراطيم المياه الخاصة بإطفاء  الحرائق والانذار   المبكر للحرائق  في المستشفى بسبب  عدم توفير الاموال  لها   منذ عام 2015 في المستشفى هي التي أدت الى هذه الكارثة وعليه  فأن من يتحمل مسؤلية هذه المحرقه  التي طالت  مستشفى ابن الخطيب والتي ازهقت أرواح مرضى الحالات  الحرجة الراقدين في المستشفى 
 هما وزير الصحة ومحافظ بغداد
  فقد نظم المشرع  العراقي مسؤولية   المتبوع عن اعمال تابعه في المادة 219 من القانون المدني  
وذلك للأسباب  التالية 
أن الخلل في القطاع الصحي بشكل عام هو نتاج تراكمات سوء الاداء في الإدارات المتعاقبة في القطاع الصحي منذ عام 2003 ولغاية الان نتيجة 
نظام المحاصصة المقيت وتفشي  الفساد المالي والاداري  في كل مفاصل ودوائر وزارة  الصحة في بغداد ومديرات الصحة في المحافظات 
اضافة الى عدم  تخصيص المبالغ المالية المطلوبة لتوفير منظومات الانذار  المبكر ومعدات الاطفاء والسلامة  لاغلب المستشفيات والمراكز  الصحية وتداخل الصلاحيات بين وزارة الصحة والمحافظات في القطاع الصحي ادى الى مشاكل مالية وادارية  كثيرة انعكست بشكلٍ  سلبي على الواقع الصحي  وتقديم الخدمات الصحية المطلوبة للمرضى وعدم توفير  الادوية والمستلزمات الطبية  لهم بشكل  كاف  وكان من نتيجة  ذلك العديد من الحرائق  التي طالت المستشفيات  سواء في بغداد  او المحافظات وتردي  الواقع الصحي بشكل عام لان  كل طرف يرمي الكرة في ملعب الطرف الاخر عند حدوث حريق او خطأ جسيما يؤدي الى ازهاق الارواح أوسوء تقديم الخدمات   نتيجة السياسات الخاطئه وحرب المصالح بين الوزراء المتعاقبين  على ادارة  وزارة  الصحة  والوكلاء والمدراء العامون في الوزراة 
لأن تعيينهم تم  وفق مبدأ المحاصصة المقيت الذي دمر البلاد  وأحرق العباد وهم أحياء لكل ما تقدم واستنادا  للقاعدة القانونية اعلاه فإن وزير  الصحة ومحافظ  بغداد هما من يتحملان  المسؤلية الجزائية  لما  حدث ويحدث لاحقا وفق المادتين 35و 411 من قانون العقوبات العراقي المرقم 111 لسنة 1969 المعدل بسبب القتل الخطأ والاهمال وعدم مراعاة شروط السلامة والامان وتطبيق القوانين والتعليمات  التي تحافظ على حياة المرضى والعاملين في المستشفيات على حد سواء 
 والذي ادى الى ازهاق  لأرواح العشرات من المرضى الراقدين  في المستشفى    واصابة المئات منهم وهم من كانوا يضنون  انهم في دار الشفاء والصحة والأمان لادار  الموت والحرق والتشويه والاختناق لأن القتل الخطأ لا يختلف عن القتل العمد  الا في الركن المعنوي فحيث يتمثل الركن المعنوي في جريمة القتل العمد بصورة القصد الجرمي فأنه ينتفي في القتل الخطأ 
ويعاقب على القتل الخطأ لوجود الركن  المادي كأحد  عناصره الثلاث وهو الأهمال وعدم الانتباه و عدم اتخاذ الاحتياطات الواجب اتخاذها لحماية ارواح المرضى في المستشفى  او في المستشفيات الاخرى 
وبعد أن حددنا المسؤلية القانونية لمن تسبب بهذه الكارثة على الجهات ذات العلاقة اتخاذ العقوبات القانونية بحقهما وبحق  من تثبت أدانته
 هل نشهد  فك ارتباط دوائر الصحة من المحافظات واعادة ارتباطها بالوزارة في بغداد لتحديد المسؤلية بجهة واحدة عند حدوث تقصير 
وتشكيل لجان  دائمة للكشف على كل المستشفيات والمراكز الصحية لمعالجة النواقص والثغرات التي تسبب الحرائق والكوارث واكمال نواقصها وتوفير الاحتياجات المادية والبشرية والمستلزمات الطبية والادوية لها 
واتخاذ اشد العقوبات بحق المقصرين 
وعدم الاكتفاء بتشكيل اللجان دون عقوبات رادعة بحق من لايريد للقطاع الصحي التقدم والتطور والازدهار لان بقاء الوضع  على ما هو عليه من قصور واضح في مستوى تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وعدم الحرص على ارواح المرضى وازهاق ارواحهم نتيجة الحرائق هو انتهاك صارخ لحقوق الانسان خاصة حق الحياة والصحة وأن  لا نكتفي بصرف المبالغ  المالية لذويهم  نتيجة هذه الحوادث  لان أرواح الناس اثمن من اي شيئ في هذا الكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق