الخالصي... بدعوة كريمة من الشيخ محمود خلف جراد العيساوي امام وخطيب الحضرة القادرية


قام المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) مع الوفد المرافق له بتلبيه هذه الدعوة في مضيف الشيخ الكريم في قرية السلطان (الهوى) في مدينة الفلوجة، بتاريخ الاحد 13 كانون الاول 2020م، والتقى بعدد من العلماء الأعلام وبوجهائها وأهلها الكرام.
كما ورحب الشيخ محمود العيساوي بقدوم المرجع الخالصي (دام ظله) والوفد المرافق له بين أهله وأحبابه واخوانه في مدينة الفلوجة، لافتاً إلى ان هذه القرية تحتضن الضيوف منذ زمن طويل، ولكن ضيوفنا اليوم لهم طعم خاص فأهلاً وسهلاً ومرحباً بهم، وأسال الله تعالى ان يوفقنا جميعاً لخدمة هذا الدين العظيم وترميم وتضميد هذه الجراح المتعاظمة التي اصابت شعبنا بعد الاحتلال ومنذ زمن طويل.
 وقال الشيخ العيساوي خلال كلمة له في استقبال الشيخ الخالصي: ان العراق يعيش بين الآلام التي اوجعته، والآمال التي يتطلع إلى تحقيقها، فلن نتخلص من آلامنا الموجعة ولن تتحقق آمالنا التي نتطلع إليها إلا بأمرين؛ الأول: الرجوع إلى الله تعالى؛ إذ كنّا أذلة فأعزنا الله تعالى بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغير الاسلام اذلنا الله تعالى، والمراد هنا هو شمولية الاسلام لا التبعيض فيه. والامر الثاني: تفعيل الرابطة الوطنية؛ فهذه التشضيات اوجعتنا في الصميم للأسف، وكل يغني على ليلاه، مؤكداً بأن العراقيين اخوة متآلفون وما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، وخير دليل على ذلك هو مجيء الشيخ الفاضل الشيخ جواد الخالصي (حفظه الله)؛ الذي قطع الطريق الطويل ووصل إلينا.
وأضاف: ان امريكا ليست جمعية خيرية، ولم تأت للبلد إلا لتفجير براكين الغضب وتهيج الملفات المتعفنة المطوية في الرفوف، وهدفها الاول والاخير هو القضاء على العقيدة الاسلامية في العراق؛ لأنهم يعرفون ان العراق ينتمي إلى الاسلام، وإذا كانت الامة الاسلامية فيها جند كثيرون فالعراق فيه قادة كثيرون والتاريخ يشهد على ذلك.
ودعا الشيخ العيساوي العلماء والدعاة إلى حركة اسلامية واعية تجاه المجتمع في تصحيح المفاهيم العقائدية ورفض الشذوذ والانحرافات الاخلاقية، فالهجمة شرسة اليوم والامانة تحتم علينا ان نتحرك جادين، مبيناً ان المراد بعد تلقين الناس صحيح العقيدة؛ هو الاجتماع على امر الحق والعدل وبين الناس؛ لان هوية البلد وعقيدته مستهدفة، مؤكداً ان العراق على مفترق طرق؛ إما ان يكون او ان لا يكون لا سمح الله، وهذا هو هدف امريكا في المنطقة.
وفي الختام اشاد الشيخ العيساوي بخطوات المرجع الخالصي بقوة ودعا إلى الاقتداء بها وان يتحركوا ضمن نفس هذا الاطار العام، خاصة ان وسائل التواصل متاحة اليوم اكثر من قبل، واكد على تصعيد روح المواطنة مع التأكيد على الوحدة الاسلامية.

وتعليقاً على كلمة الشيخ العيساوي تفضل جناب المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) بكلمة جاء فيها:
ان مجيئي هنا في منزل الشيخ محمود العيساوي فيه الكثير من الغبطة والفرح والسرور في نفسي رغم اني كنت على وضع صحي غير مستقر خلال الايام القليلة الماضية، ولكن منّ الله تعالى عليّ بأن أحقق هذا اللقاء الاخوي الذي فيه رضا لله تعالى وجمع لكلمة الامة تحت راية الاسلام الجامع، والذي لا يفرقنا فيه إلا كيد الكائدين من أعداء الدين وأعداء العراق وجهل بعض ابنائنا؛ لأن الجهل هو الذي يستخدم في هذه القضايا، مؤكداً ان هذا الاجتماع الاخوي هو جلسة على الطريق المبارك لنلتقي مستقبلاً والعراق سليم معافى يرتفع فيه صوت الإسلام ان شاء الله تعالى.
وقال: ان العراق مرّ خلال القرن الماضي بمجموعة من الاحداث الخطيرة والمحن الجسيمة، لم يفقد فيها خلال هذه المراحل كيانه المعنوي والمميز، بينما كان التآخي العراقي في ظل رسالة الايمان مستمراً، بمعنى لسنا نحن الجيل الذي بدأ العلاقات الاخوية؛ بل نحن ورثنا ذلك من آبائنا عن أجدادنا، ففي الجهاد عام 1914م-1915م كان هنالك إجماعٌ علمي وشرعي وديني وإيماني على مقاومة التدخل البريطاني في العراق فخرج العلماء للجهاد في تلك السنوات، وتجاوزوا ما أراد الانكليز طرحه من قضية الفرقة الطائفية والفرقة القومية، فقد كانوا يقولون عن الاتراك أو عن الدولة العثمانية انها دولة سنية مضطهدة للشيعة، أو يقولون عنها انها دولة قومية اضطهدت العرب. فخروج المجاهدين والعلماء على رأسهم وزعماء القبائل، ومجيء عدد من آلاف المجاهدين الكرد وانضمامهم إلى ذلك الحدث الكبير الذي استمر ثلاثة سنوات اسقط الاحدوثة البريطانية، ومهّد لبروز الدور الموحد للعراق، حتى جاءت ثورة العشرين الجامعة الشاملة.
وأضاف: في كل هذه الاحداث كان هنالك صوت يهمس او يعلو في بعض الاحيان يتجرأ في ان يقول: ان العراق مفكك، العراق لا يجتمع، العراق لا يلتقي.. ولكن بفضل الله تعالى كان صوت المخلصين من ابناء العراق والعلماء العاملين المجاهدين كانوا يقولون دائماً: ان العراق هو بلد موحد وسيبقى موحداً ومنه تنطلق راية الاسلام الواحدة.
وتابع سماحته قائلاً: كان العراق منطلق المدارس الفقهية والعقائدية واللغوية والعلمية واستمر على هذا الحال في العالم الاسلامي، فتجربة العراق خطيرة على اعداء الامة؛ لأنها اذا نجحت وستنجح بإذن الله تعالى فالأمة ستتمثل هذه التجربة، وسيقتدي العالم الاسلامي كله بها وسينهض على اساسها، ولذلك هم يركزون على افشالها هنا، مؤكداً ان العراق فيه كل الخير وفيه كل الامل وفيه كل البركة.
وأشار سماحته إلى ان ما يجري في شمال العراق اليوم هو بسبب تسلّط الفساد والتبعية عليه، واتباع منهج الديكتاتورية المشابهة للنظام السابق، وعدم الاهتمام بآلام الشعب وهمومهم وعدم الشعور بالانتماء إلى الاسلام، وهذا ما يريده اسيادهم المحتلون الذين يعملون على تفريق هذا الشعب، او يجعلونا خصوماً مع جيراننا وننسى عدونا الاصلي ونسير مع التطبيع والمطبعين، وهذه هي اللعبة التي ارادتها الصهيونية ومن يدعمهم في هذا الزمان، مؤكداً على ان العراق بلد مستقل؛ ولكنه جزء من امة تنتمي إلينا وننتمي إليها بلا تبعية ولا تجهيل في المواقف كما يفعل البعض.
وحذر سماحته من الاشاعات الترهيب التي تمنع التلاقي بما فيها الفايروس رغم حقيقة وجوده، لكن لا ينبغي ان تموت الدنيا لوجود فايروس قبل يميتها هو، فعلينا ان نأخذ الحذر الشرعي اللازم والتوصيات الطبية وان نعمل على التلاقي دون تأخير.
وفي الختام قال: نتمنى ان يكون هذا اللقاء نموذجاً للقاءات التي جرت في الماضي والتي ستستمر وتجري في المستقبل ان شاء الله حتى نسمع صوت شعبنا وهو ينهض موحداً على ضوء الاسلام ولتخليص البلد من هذه الكوارث التي يعانيها وهي كوارث شديدة اضرت بكل ابناء هذا الشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق