المرجع الخالصي يحذر من مشاريع التقسيم الجديدة بعد ان فشلت عدة مرات ويدعو للتصدي لها


أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 27 ربيع الاول 1442هـ الموافق لـ 13 تشرين الثاني 2020م، على ان مقوّم نهضة الامة هو الايمان بالله تعالى والثقة به وهذا هو الاصل، ويتجلى هذا الامر بتوحد الامة حول الرسالة المحمدية الأصيلة، فأمة الرسالة لا يمكن ان توفق او تنتصر بغير هذه الرسالة، فالتشتت الموجود في العراق والمنطقة سببه عدم الاجتماع والاتفاق على اتحاد الامة في تبني الرسالة والعمل بأحكامها.
وتابع سماحته (دام ظله) قائلاً: المتصدون لمشروع صفقة القرن المشؤوم قد انتكسوا بفضل الله تعالى، وهذا لا يعني بأن البدائل قد تكون مطمئنة؛ لأن البدائل المطروحة لديها مشاريع تقسيم وفتنة ومتصهينون بشكل علني، وهذا يدل على مقدار الانحطاط الذي يعيشه المجتمع الانساني اليوم، فقوم يدعون الحضارة والتقدم والعلم والقانون وغيرها، وإذا بهم يمارسون اقذر وسائل الظلم والتمييز والتغيير والتبديل وغير ذلك.
وأشار سماحته (دام ظله) بأن المخطط الجديد كسابقه يعمل لكي لا يكون العراق واحداً؛ بل ان يكون مقسماً إلى عدة بلدان، ومحور موقفنا تجاه القضية الطائفية كان هو بيان هذه المسألة في حينها، فالفتنة الطائفية ليست بين السنة والشيعة فقط، بل كان هدفها ان تستمر لتكون بين الطائفة الواحدة، وبين القوميات انفسها كل على حده، فالذي لا يفكر بإستيعاب الحالة الكلية ولا يعمل عليها يتآكل وينقسم على نفسه إلى ما لا نهاية.
وأكد سماحته (دام ظله) على فشل محاولات تقسيم العراق عدة مرات، ففي الجنوب ارادوا اقاليم متعددة تحت عناوين كثيرة ولكن بفضل الله اولاً وبجهود الواعين وانتباه الناس إلى خطر المشاريع التقسيمية فشلت هذه المخططات، واليوم يراد اعادة نفس المخطط في المنطقة الغربية، مؤكداً سماحته (دام ظله) بأن هذه المشاريع ولدت ميتة ولا أمل فيها ابداً، ولكن أملنا بالله اولاً موجود وقطعي، واملنا في اهلنا في المنطقة الغربية خيراً بأن يتصدوا لهذه المشاريع والمخططات وذلك من خلال وحدتهم وتكاتفهم والاستفادة من التجارب السابقة القديمة والحديثة.
ولفت سماحته (دام ظله) إلى ان الاحتلال دائماً يلجأ إلى اشخاص أو كيانات ضعيفة جداً ويمنحوهم دفعاً من القوة الخادعة، ومن ثم يعتقد هذا الشخص او الكيان الضعيف بأن كل هذه القوة الخادعة مرتبطة بهذه القوى المزيفة فيذعنون لهم تماماً بسبب ضعفهم، فكل ما يطرح عليه يُنفذ دون نقاش، وان لم ينفذ يتم سحب الدعم منه، بل ويفضح بأمور فعلها أو لم يفعلها، او يحاكم، و يحارب كما حصل مع رضا خان شاه ايران، ومصطفى كمال اتاتورك في تركيا، وهؤلاء انماط من هذه الشخصيات او الكيانات الضعيفة وغير المعروفة.
وحذر سماحته (دام ظله) الطبقة السياسية الحاكمة المغْتَر بالعملية السياسية من الاذعان والانجرار إلى أوامر سفارات الاحتلال في تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم في تقسيم البلاد على أي اساس كان عرقياً او طائفياً، فالعملاء والخونة الذي قدموا مع الاحتلال او رحبوا به هم انفسهم اليوم يروجون لموضوع التقسيم والتفتيت.
كما وأهاب سماحته (دام ظله) بالأخوة المجاهدين من ابناء العشائر الأصيلة في المنطقة الغربية وعموم العراق بأن ينتبهوا لهذا المخطط، لكي لا يعاقبوا على موقفهم في المقاومة ضد الاحتلال الامريكي.
وأدان سماحته (دام ظله) السياسة المالية التي تتبعها الحكومات وهدر الاموال الكبيرة في غير موضعها، من النثريات والكماليات غير الضرورية وغيرها، مؤكداً سماحته بان هذه السياسية هي سياسة التجويع وحرب على الشعب العراقي وحرب على الاسلام، وهذه الاموال هي اموال الناس لا يجب العبث بها بهذا الشكل، معتبراً سماحته (دام ظله) ان هذا هو بداية الخيانة وبداية التطميع الذي يؤدي إلى التطبيع، وبالنتيجة سيختنقون بها ان لم يتداركوا انفسهم.
وختم سماحته (دام ظله) دول المنطقة من الانجرار إلى صدام داخلي مرة اخرى وحرب جديدة قد تشن بين الخليج وايران كما حصل في زمن النظام السابق بدفع امريكي اسرائيلي، ولا يخفى على الجميع بأن هدف هذه الصراعات هو ادخال الامة في حروب داخلية واشغالها بعدوٍ وهمي حتى ننسى العدو الحقيقي وهو الكيان الصهيوني ومن اوجده ومن يقف خلفه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق