كامرات المراقبة عين الامن الالكترونية لكشف خيوط الجرائم

اللواء الحقوقي _اسماعيل كريم جفات الكريطي

جدير بالذكر ان الكاميرا لم تستخدم لغرض المراقبة مع اول ظهورها . فقد بدأت رحلة الكاميرا في تسجيل الاحداث مع الفن السينمائي . ففي 1894 سجل توماس إديسون المخترع الامريكي الشهير براءة اختراع لجهاز العرض ( الكينتوسكوب )لينتج اول فليم متحرك مدته 15 ثانية . انتشر هذا الاختراع خارج امريكا وحين وصل لفرنسا اندهش الفرنسيون لهذا الاختراع فطور الاخوان لوميير تقنية اديسون فيما بعد واخترعوا جهاز سمي سينما توجراف في عام 1895وبدات تخرج الكاميرا الفيديو الى الشارع فراجت هذه الصناعه وتولدت بذور كاميرا المراقبة .وفي غضون الحرب العالمية طور الالمان تكنلوجيا تقنيات المراقبة لتتبع اطلاق الصواريخ ، ثم انتقلت هذه التقنية الى الولايات المتحدة لتستخدم لاختبار القنابل الذرية ، ولم يكن البشر مراقبين حتى عام 1960 حينما استخدمت بريطانيا الكاميرا للتجسس على الملوك التايللانديين اثناء زيارتهم لها ، لتستمر بعدها مسيرة بريطانيا في الترويج لاستخدام الكامرات في الميادين العامه لغرض الحماية ونشر الامن ويقدر ان 20 بالمئة من كامرات المراقبة في العالم موجودة في بريطانيا وان هناك كاميرا لكل 14 مواطن يعيش في بريطانيا .
وكان لاحداث 11 سبتمر / ايلول 2001 أثر في المبالغة في استخدام الكاميرات ، فقد شهدت الفترة بين عام 2001 و2011 بيع 30 مليون كاميرامراقبة داخل الولايات المتحدة الاميركية وحدها .
ومن خلال ماتقدمه نؤكد ان المراقبة الالكترونية من خلال الكاميرات ساهمت في الكشف عن الكثير من انواع الجرائم وطريقة ارتكابها ، 
وساعدت الاجهزة الامنية المختصة في تحقيقها سواء بجرائم الارهاب او القتل او السرقة او الجرائم الاخرى كما للمراقبة الالكترونية دور كبير في تتبع المجرمين وكذلك الارهابيين وكشف مايخطط له قبل ارتكاب الجرمية او بعد ارتكابها حيث يتم ضبطهم والقاء القبض عليهم .كما يستفاد من هذه الانظمة في تزويد الجهات التحقيقية والقضائية بالفيديوات المؤرشفة والتي تساهم في كشف وحل لغز كثير من الجرائم ومنها جرائم معقدة . 
وان الاماكن المشمولة بالعملية الالكترونية ( المراقبة ) على سبيل المثال لا الحصر البنوك والمطارات واماكن الخدمات العامة والطرق العامة والمؤسسات التعلمية والمستشفيات والفنادق والملاعب الرياضية والمولات والاسواق الكبيرة وكذلك المجمعات السكنية وذلك لمراقبة كل مايحدث ومتابعة سير تلك الاماكن بكل امان وسلامه .
وساهمت الكاميرات التي تم تركيبها خلال الفترة الماضية على المستوى المحلي في بغداد والمحافظات الاخرى رغم بساطتها وقلتها في رصد العديد من الحوادث الجنائية والارهابية . ويجب هنا على الاعلام تثقيف المواطنين على توثيق الجرائم لدى وقوعها من خلال الهواتف المحمولة والذين يصادف وجودهم بمسرح الجريمة كونها تلعب دوراً حيوياً في مساعدة رجال الامن في كشف الجرائم الجنائية كونها حجية ودليل اثبات على المتهمين اثناء تقديمهم للجهات القضائية ومع التطور الكبير في عالم التكنولوجيا الحديثة
ولهذه الوسيلة المهمة (كامرات المراقبة) العديد من النتائج الطيبة على المستوى المحلي لمساعدة الاجهزة الاستخبارية في جرائم ارهابية عديده منها جريمة تفجير الكرادة في بغداد بتاريخ 13/7/2016 بعد تعقب الكامرات ومعرفة الجناة بالاضافة الى خط سير العجله من منطقة انطلاقها الى مكان تفجيرها وهناك امثل كثير على ذلك ،اما على المستوى العربي على سبيل المثال مقتل الفنانة سوزان تميم في 2008 في امارة دبي . كشفت كامرات المراقبة عن حذاء الرياضي والقبعة التي ارتداها المجرم وبعد اجراء التحريات اتضح ان المجرم هو شخص معروف تم كشف هوية الذي تطابقت ملامح الصورة التي التقطتها الكامرات . كذلك اغتيال القيادي الفلسطيني محمد المبحوح حينها اكدت التقارير الطبية وفاته طبيعية نتيجة جلطه دماغية . اظهرت تسجيلات كامرات المراقبة غير ذالك . كذلك مقتل الصحافي المعروف السعودي جمال خاشقجي كانت الكامرا البطل الاول في الحكاية والدليل الحقيقي من خلال الكامرا المثبتة فوق احد الاكشاك في اسطنبول والتي وثقت دخول الخاشقجي الى القنصلية السعودية في اسطنبول الذي لم يخرج بعدها بدأت اصابع الاتهام تشير الى تورط القنصلية السعودية . 
خلاصة القول 
اصبحت كاميرات المراقبة احدى مميزات عصر التطور حتى صارت احد ادلة الاثبات الجنائي في العديد من القضايا والحوادث
الجنائية وهنا لابد من حث الجهات التنفيذيه وبالخصوص المحافظين فيزالمحافظات العراقية من اصدار اوامر ادارية يلزم جميع المحال التجارية والصناعية والسياحية بتركيب كامرات مراقبة داخل وخارج المحل . ولايسمح بتجديد تراخيص مزاولة النشاط لهذه الاماكن الا بعد تركيب هذه الكامرات كما يلزم القرار الهيئات والمنشآت الحكومية ومراكز الشباب ودور العبادة والمدارس والمستشفيات بتركيب كامرات مراقبة على جميع المداخل والمخارج لها مثلما لجأت الدول الحديثة لاصدار قوانين تلزم بتركيب الكامرات في الاماكن العامه من اجل حفظ الامن .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق