عبدالله الجزائري / العراق
استهدفت كتائب حزب الله في العراق مواقع اميركية تُؤوي او تحمي ارهابيين في سوريا كما اكد ذلك الناطق الرسمي للكتائب في مقابلة مع الميادين ، فوصلت الرسالة الى الاميركيين كما ارادتها الكتائب رداً على اعادة الانتشار الاميركي نحو العمق العراقي بعد قرار الانسحاب الاميركي من سوريا ، واسرت واشنطن الرد في نفسها ولم تبده او تظهره للاعلام وانما كلفت مكتب الامم المتحدة في العراق - كما هو دأبهم - لايصال الرسالة الى كتائب حزب الله ومن يهمه الامر ، ولم يتم الكشف عن مضمون الرسالة الاميركية الى كتائب حزب الله العراق ولم يأخذ الموضوع حيزاً اعلامياً من الجانب الاميركي ،
وتأتي هذه التطورات في مرحلة حساسة من عمر المواجهة والصراع في منطقة الشرق الاوسط عموماً والازمة السورية على وجه الخصوص ، حيث تقترب الحرب في سوريا من نهايتها سيما بعد قرار ترمب الانسحاب من سوريا ، الا ان خطر اعادة تشكيل المحيط الجيوسياسي في المنطقة لازال قائماً لانه يمثل هدفا جوهرياً غير معلن في الاستراتيجية الاميركية ووثيقة الامن القومي الاميركي لصالح الكيان الصهيوني ، وان عجزت واشنطن عن ذلك -كما يبدو حتى الان - فانها ستلجا الى عزل سوريا والعراق وايران عن بعضهم البعض واحتواءهم ومحاصرتهم لدفعهم الى التراجع وتغيير سياساتهم ،
واشنطن تبحث عن ذريعة جديدة لتطيل امد انسحابها او اقناع غيرها من التحالف الدولي الاوروبي بملئ الفراغ الذي ستخلفه باعادة انتشارها الى العراق وتعزيز سيطرتها البرية على جغرافيا اوسع لان السيطرة الجوية قد لا تستطيع رصد التحركات على مدار الليل والنهار ، ولا ريب عندي ان الانسحاب انما جاء بعد الاتفاق او التفاهم او التوافق على توزيع مناطق النفوذ في المنطقة مع الروس ، والاهم من ذلك مقايضة الانسحاب الاميركي بانسحاب ايراني يأتي تباعاً بجهود روسية لاقناع السوريين والايرانيين ، وبضغوط سياسية واقتصادية واعمال ارهابية اقليمية دولية ضد ايران لاقناعها او انصياعها ، مقابل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا ،
وعلى ضوء ذلك من المتوقع ان تعمد واشنطن الى استدراج كتائب الى مواجهة مفتوحة فتعمد الى تقييد حركة الحشد والفصائل على الحدود السورية وخلق منطقة آمنة داخل الاراضي العراقية لتقليل هامش المناورة وحرية الحركة وسلب او سحب زمام المبادئة والمبادرة للحشد والفصائل من مواجهة التهديدات والتحركات لجيوب داعش المتبقية ، كما فعلت في قاعدة التنف حيث امنت بحدود ٥٥ كم ومنعت تقدم القوات السورية وحلفاؤها من استهداف المجاميع الارهابية التي تحتمي بها ، والمطلوب من كتائب حزب الله وسائر فصائل المقاومة ضبط النفس والايقاع في هذه المرحلة الحساسة والانتظار حتى يتبين الموقف السياسي في البرلمان ،
ليكون هذا الموقف او التشريع البرلماني ، غطاء شرعي وقانوني لاي قرار يُتخذ ، وليس عمل انفرادي فيكون ضره اكثر من نفعه ، واذا كان من جهد مطلوب فهو باتجاه تحصيل اجماع او ادنى من ذلك لصالح قرار يحفظ ماء وجه الحكومة وهيبتها ويحقق شكل من اشكال السيادة ويُؤمّن المصالح الاستراتيجية العليا ويحافظ على علاقات دولية متوازنة يصعب معها عزل العراق او معاقبته ، لانه مهما بلغت واشنطن من قوة وجبروت وتأثير ، فلا يمكن ان نضع البيض العراقي في سلتها وحدها ، لابد من ربط مصالح العراق مع مصالح الدول الاخرى ، لان المواقف السياسية رهن المصالح ، وكلما كانت المصالح المشتركة كبيرة ومتشابكة مع الدول التي لها وزن ومكانة ودور وتأثير في النظام الدولي ، كلما كان العراق محصن اكثر ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق