اقيمت صلاة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بإمامة المرجع الديني المجاهد سماحة آية الله العظمى المجاهد الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، بتاريخ 7 شهر رمضان المبارك 1438هـ الموافق لـ 2 حزيران 2017م، وأهم ما جاء فيها:
1- ديننا دين حياة، حياة فيها عمل وإبداع وعزة ورفعة، وليست حياة مذلة وجهل وتخلف، الحياة التي نريدها حياة العلم والغنى في النفس وعن ما في أيدي الناس، حياة الشجاعة والتطهير من كل أرجاس الدنيا وخبائث النفس، وهذه هي رسالة الأنبياء والاوصياء والأولياء ومن جاء بعدهم.
2- لقد جعل الله مواسم وعبادات الغاية منها ان نصل إلى طريق الحياة الطاهرة، وحدد اجتماعات لكي تبقى هذه الحياة في هذا الطريق ومن ذلك شهر رمضان المبارك ومدرسة الصيام فيه، وما أكرم الأمة فيه ومن ذلك ليلة القدر التي جعلها خير من ألف شهر.
3- أن أبلغ درس يمكن ان نستخلصه من مدرسة شهر رمضان قد بينه رسول الله (ص) في خطبته في آخر جمعة من شهر شعبان، إذ بين غاية الصيام لكي تتطهر نفوسكم قلباً وظاهراً وخلقاً وأخلاقاً، وصولاً إلى رضا الله سبحانه وتعالى.
4- نحن في أول جمعة من هذا الشهر الكريم، وقد دخلنا في برنامج الإعداد الإلهي على ما ذكره رسول الله (ص)، وقد أكد ان الجمعة هو خير يوم أشرقت عليه الشمس، وفيه صلاة الجمعة، وهي عيد المسلمين التي ضيّعها المسلمون وحاربوها بادعاءات باطلة. وبحجم ما أكد المولى عز وجل على هذه الفريضة، حرص الشيطان وحزبه على عدم وجوبها ومنع إقامتها.
5- لقد اخبرنا رسول الله (ص) ان صلاة الجمعة ستحارب، حيث قال: (الجمعة سنتي في حياتي وبعد موتي فمن تركها استخفاف بها أو جحوداً لها .....)،في إشارة إلى ان بعض الناس سيترك الجمعة مستخفاً بها والانشغال بالدنيا والتجارة، وبعضهم جحدها وقال بعدم وجوبها، وهم يدعون أنهم نواب الإمام صاحب الزمان.
6- إذا جاء صاحب الزمان ليحيي ما اماته الناس من شرع الله ويقيم الأحكام على ما كانت على عهد رسول الله( ص) والأئمة سلام الله عليهم، وإذا لم يكن المسلمون عارفين بحقيقة دينهم وأهمية المواسم التي اوجبها الله عليهم، فمن المؤكد أنه سيحارب من قبلهم، لأجل ذلك لابد للمسلم من معرفة حقيقة دينه والبحث عن الحق ونصرة اهله حتى يكون من أصحاب صاحب الزمان والمقاتلين تحت رايته.
7- عندما تصدينا للمسؤولية الشرعية في بيان الأحكام وإرشاد الناس إلى حقائق الدين واحيينا السنن ووقفنا بوجه البدع وأهلها، حاربنا الشيطان وحزبه ولازلنا إلى اليوم نحارب، فما من حكومة جاءت إلا وحاربتنا، ولا جرم لنا سوى أننا نقدم النصح لهم من باب الواجب الشرعي، وإلا فأية بدعة نشرناها وأية سنة أمتناها حتى نحارب هكذا.
8- صراع الحق والباطل متواصل حتى يرث الله الأرض ومن فيها، ولعل صفحة من صفحات هذا الصراع تتجسد في سلوك الذين سارعوا في سلب مسجدنا الذي سلموه إلى أصحاب البدع والانحراف، ممن كانوا بالأمس يسارعون في تأييد عفلق وحزبه، ثم انتقلوا في خدمة الاحتلال ومشروعه.
9- عليكم بحسن الأخلاق فمن حسن خلقه كان له جواز على الصراط، سيروا في طريق الإيمان وقول الحق، فالكلام باللسان لا يكفي، فقد ورد قوله تعالى يصف المنافقين (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون:1)، والكذب هنا اختلاف القول عن واقع الأمر والحقيقة، وما ورد من قول أهل النفاق أخطر، فهو اختلاف القول في القلب. وهذا الأمر يجري على الغلاة وقد حَذَّرَنا الأئمة منهم ومن أقوالهم، وقد قال علماؤنا في فتاواهم: أن الغلاة أنجاس كفرة وأن اقروا بالشهادتين، فهم يقولون الحق ظاهراً ولكن في قلوبهم غير ذلك.
10- لقد ورد عن رسول الله (ص) قوله: (من ورد عليه شهر رمضان وهو صحيح فلام نهاره وأقام شطراً من ليله وسعى إلى جمعته وغدا إلى عيده فقد أدرك ليلة القدر وفاز بجائزة الرب)، فما أعظمها من منزلة لمن أقام الجمعة وسعى إليها، إنها جائزة الرب وهي الجنة ودرجة الشفاعة لغيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق